يعقد مجلس النواب اللبناني الجديد اليوم الثلاثاء، جلسته الأولى التي من المفترض أن تخصص، لانتخاب رئيسه ونائب الرئيس وهيئة الرئاسة.
ومن المحسوم أن رئيس السن للمجلس الحالي نبيه بري هو من سيفوز بمنصب الرئاسة، للمرة الـ 7 على التوالي منذ العام 1992، في انتصار جديد للثنائي الوطني وحلفائهما. بعكس رغبة الكثير من القوى، وعلى رأسهم تلك التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ممثلةً بالقوات اللبنانية ومن يطلق عليهم صفة النواب التغيريين. فالرئيس بري هو الحليف الاستراتيجي للمقاومة الإسلامية - حزب الله، والذي يقود أغلب المعارك السياسية للدفاع عنها، داخل الدولة ويفاوض باسمها مع المسؤولين الغربيين والعرب.
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة وحياة الرئيس بري؟
_ من مواليد الـ 28 من كانون الثاني / يناير في العام 1938 في سيراليون، ونشأ في مسقط رأسه تبنين جنوب لبنان.
_ بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة قريته، ثم انتقل بعدها الى مدرسة بنت جبيل والكلية الجعفرية في صور لمتابعة مرحلته التكميلية. أما الدراسة الثانوية فكانت في كلية المقاصد ومدرسة الحكمة في بيروت. ومن بعدها التحق في الجامعة اللبنانية / كلية الحقوق والتي حصل فيها على شهادة الإجازة في العام 1963 وكان الأول على دفعته. لينتقل بعدها الى جامعة السوربون في باريس ليكمل دراسته العليا في الحقوق هناك.
_بدأ عمله كمحام بالاستئناف منذ الستينيات، لعدّة شركات داخل مدينة بيروت، بعد أن تدرّج في مكتب المحامي المشهور حينها عبد الله لحود. وفي العام 1963 انتخب رئيسًا للاتحاد الوطني للطلبة اللبنانيين، وقاد العديد من الأنشطة والتظاهرات الطلابية والسياسية.
_ خلال تلك الفترة، تعرّف على الإمام موسى الصدر، وأصبح مقربًا منه وكان من المساهمين في إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وانتسب إلى حركة المحرومين التي أسسها الإمام الصدر. وقد تولّى العديد من المسؤوليات في الحركة، خصوصاً في الجانب الإعلامي والتنسيقي مع باقي الأحزاب.
_ بعد اختطاف الإمام الصدر في آب /أغسطس من العام 1978، تولى رئاسة حركة أمل من بعده حسين الحسيني، لكنّه قدّم استقالته من المنصب بعد سنتين، وانتخب أعضاء حركة أمل إثر ذلك بري خلفاً له.
_ بعد اجتياح "إسرائيل" للبنان عام 1982، ساهم في قيادة عمليات المقاومة المسلحة ضدها، وأبرزها في مثلث خلدة وكلية العلوم في الحدث وبيروت الغربية.
_ عارض بري اتفاقية 17 أيار الاستسلامية التي أبرمها رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل مع الكيان المؤقت، وساهم في إسقاط حكومة الجميل من خلال انتفاضة 6 شباط 1984.
_ شارك كوزير في حكومات كل من: الشهيد الرئيس رشيد كرامي من (1984 -1988)، الرئيس سليم الحص (1989 – 1990)، الرئيس عمر كرامي (1990 – 1992)، والرئيس رشيد الصلح (1992).
_شارك في إقرار الاتفاق الثلاثي لوقف الحرب الأهلية، ومن ثم شارك في إقرار اتفاق الطائف، وانتخب بعدها رئيسًا لمجلس النواب للمرة الأولى في العام 1992 خلفاً للرئيس حسين الحسيني. وتم التجديد له في الأعوام 1996، 2000، 2005، 2009، 2018.
_ ساهم في حماية المقاومة سياسياً منذ العام 2005، بعد زلزال اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من هجمة دولية بتعاون محلي لنزع سلاح المقاومة عبر قرارات مجلس الأمن. وقد رعى خلال تلك الفترة مبادرة للحوار الداخلي بين القوى السياسية اللبنانية، حول العديد من القضايا الداخلية الإشكالية. كما ساهم بهذا الدور بعدها، خلال حرب تموز الإسرائيلية عام 2006، وقد وصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على دوره بقائد الجبهة السياسية.
_ أما على صعيد المقاومة العسكرية، فهو منذ ما قبل التحرير وبعده، يصرّ على وحدة العمل والتنسيق ما بين مجاهدي حزب الله وحركة أمل، في تنفيذ العمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولصد اعتداءاته خلال حروب: تموز 1993، نيسان 1996، تموز 2006.
_ كما حاولت أمريكا ومازالت، عبر بعض الأطراف الداخلية وبشتى الوسائل، ضرب وحدة الثنائي الوطني من خلال محاولة زرع الشقاق بينهما، وأبرزها عام 2005 حينما عُرض على حزب الله اختيار رئيس للمجلس النيابي من كتلته، لكن السيد نصر الله رفض ذلك، حاسماً منذ ذلك الوقت الرئيس بري مرشحه الوحيد لهذا المنصب.
الكاتب: غرفة التحرير