لعلّ من أبرز مشاهد عملية طوفان الأقصى، هي المشاهد التي نشرتها المقاومة الفلسطينية والمستوطنون الإسرائيليون، لمقاومين استخدموا الطائرات الشراعية "باورد باراشوت - Powered parachute واختصاراً PPC" خلال تنفيذ العملية، بأسلوب صدم وفاجأ الكثيرين، وفي مقدمتهم مسؤولي الكيان العسكريين والاستخباراتيين. لأن فكرة استخدام المقاومة لهذه الطريقة الجوية، لاقتحام قواعد ومستوطنات الغلاف، وتنفيذ عمليات عسكرية في العمق، هي فكرة ذكية ومبتكرة، وتضرب بشكل رمزي مؤثّر عنصر التفوق الجوي الإسرائيلي.
فقد تمكن مقاومو كتائب الشهيد عز الدين القسام من اختراق حدود قطاع غزة باستخدام الطائرات الشراعية، مما فاجأ القوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية. فقد تجاوزت واحداً من أكثر جدران العالم تحصيناً وتجهيزاً في العالم، الذي زوّد بأبراج مراقبة واعتراض متطوّرة، تعمل بالذكاء الاصطناعي، فيما لم تقم القبة الحديدية الإسرائيلية المصممة لردع صواريخ المقاومة بأي إجراء.
وقد أثارت عدم القدرة على اكتشاف هذه الطائرات غير التقليدية المخاوف في كيان الاحتلال، وأثارت جدلاً كبيراً حول مدى استعداد إسرائيل لمثل هذه التهديدات، انطلاقاً من جبهة قطاع غزة وربما من جبهات أخرى. وهو ما دفع بالمحللين الإسرائيليين الى التقدير بأنه هناك حاجة ماسّة لإنشاء بنية تحتية كهروضوئية ورادارية محسنة، بالإضافة إلى نظام قوي للتحكم في الأوامر، للكشف عن هذا النوع من الطائرات بشكل فعال.
فما هي أبرز مواصفات هذه الطائرات، وكيف أجادت المقاومة الفلسطينية استخدامها لتوجيه ضربة قوية لإسرائيل؟
_ هي مركبة صغيرة بـ3 إطارات، معلقة في مظلة، وتحمل فردين بيدهما أسلحة قاموا بمهاجمة المواقع الإسرائيلية من الجو. وأظهرت بعض الصور إمكانية تجهيز فرد واحد بمظلة ومحرك.
_هذه المظلة الجوية والآلية معروفة في عدة بلدان باسم "الخفاش الطائر"، ومنتشرة لأغراض عسكرية ورياضية. وهي عبارة عن "باراشوت" مزود بأجنحة من النايلون قابلة للنفخ، وتوفّر عبر محركها مرونة أكبر بالتوجيه وزيادة السرعة ومقاومة التيار الهوائي، بخلاف الباراشوت التقليدي الذي يفتقد لهذه الإمكانيات.
_تبلغ سرعتها نحو 56 كيلو مترا في الساعة، وتطير على ارتفاع 450 مترا، ولديها القدرة على الطيران لمدة 3 ساعات مستمرة.
_اتجهت بعض القوات المظلية في العالم لإضافة وحدات مظلية آلية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. فهي تجمع ما بين ميزة المظلة التقليدية التي يتم استخدامها للهبوط، فيما توفر محركاتها قوة دفع تمنحها القدرة على الانطلاق من الأرض واتخاذ مسارات محددة.
_يتم التحكم بها بواسطة المظلي الذي يستخدمها.
_ يمكن استخدامها لتنفيذ عمليات تكتيكية بعمق يصل إلى 50 كيلومترا.
_نجحت المقاومة الفلسطينية عبر استخدامها، بتنفيذ عمليات الإنزال الجوي في عمق مستوطنات الغلاف بأسلوب أبهر الجميع، واستطاعت المقاومة بعدها من اقتحام الحدود والسيطرة على المستوطنات وجلب رهائن واغتنام معدات عسكرية إسرائيلية وجلبها إلى قطاع غزة. وقد أكد المتحدث باسم جيش الإسرائيلي الإسرائيلي ريتشارد هيخت بأن المقاومين تسللوا "بالمظلات" بحراً وبراً.
وكانت الفرادة بالابتكار تتمثل بالتغلب على معضلة عدم وجود مرتفعات في قطاع غزة ذو البيئة الساحلية، من خلال صناعة ما يشبه الدراجة الهوائية لها مقعد يجلس عليه شخص أو شخصان وأسفلها ثلاث عجلات وفي الخلف يوجد مروحة تعطي دفعة للتحليق وخزان وقود، وتحملها مظلة شراعية مثبتة بواسطة حبال.
كما نجحت المقاومة في استخدام التقنية بالتزامن مع تأمين غطاء ناري جوا وبحرا وبرا من أجل وصول المقاومين لأماكن هبوطهم، ما مكنها من تجاوز حوالي 13 حاجز دفاعي إسرائيلي. كما نجحت في تسديد ضربة قاسية للسيطرة الجوية الإسرائيلية، عندما تمكنت من اخفاء هذه التقنية من حيث التصنيع والتدريب والتنفيذ.
_ كشفت كتائب القسام فيما بعد، بأن السرب المظلي في سلاحها الجوي قد أُطلق عليه اسم "سرب صقر".
_ تاريخيًا يتمتع جندي وحدات المظليين بأهمية كبيرة في الجيوش، لأنه بواسطة المظلة يستطيع الوصول لأي نقطة يريدها حسب الخطة الموضوعة في أرض العدو. وتلجأ الجيوش للقوات المظلية، من أجل التغلب على وجود مناطق وعرة وعوائق عسكرية وحراسة مشددة، إذ يستطيع المظلّي اختراق الحاجز والنزول بأي مكان.
الكاتب: غرفة التحرير