تتزايد اعتداءات الكيان المؤقت ضد جنود وضباط الجيش اللبناني، المتواجدين في منطقة الجنوب اللبناني، بشكل متعمّد ووحشي وثأري، بما يؤكّد أهمية وجود المعادلة الماسية لحماية لبنان: "شعب وجيش ومقاومة". لأن هذه المعادلة تكرّست بالدم، ولا تزال تؤكّد يوماً بعد يوم، أنها الأقدر على مواجهة العدوان الإسرائيلي، حتى مع وجود انقسام داخلي حادّ، حول من هو الصديق والعدو الحقيقي للبنان.
فجيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم بأن مؤسسة الجيش اللبناني بعناصرها وضباطها، لن تتوانى رغم فارق الإمكانيات الهائلة معه، عن التصدّي له والدفاع عن اللبنانيين، بالرغم من غياب القرار السياسي الداعي لها للقيام بذلك. لذلك يقوم الإسرائيليون باستهداف متعمّد لمجموعات الجيش، عسى أن يؤدي ذلك للضغط على قيادة المؤسسة، لكي تقوم بسحبهم من المنطقة الحدودية (حتى ما بعد مسافة 5 كم)، بما يتماشى مع مخططات إسرائيل الحربية.
وآخر الاعتداءات الإسرائيلية ضد الجيش اللبناني، هو ما حصل بتاريخ 24/10/2024، من استهداف للرائد الشهيد محمد سامي فرحات والعريف الشهيد محمد حسين نزال والعريف الشهيد موسى يوسف مهنا، أثناء تنفيذهم عملية إخلاء جرحى في خراج بلدة ياطر- بنت جبيل.
وقد رجّح البعض بأن تكون إسرائيل تعمدت اغتيال الرائد محمد فرحات، بعد تبلغها اسمه من قوات اليونيفيل، انتقامًا لمواجهة سابقة معه في علما الشعب حصلت عام 2023 أثناء محاولة تثبيت جيش الاحتلال نقطة جديدة على الحدود، حيث قال الرائد فرحات حينها: "نحن نحمي أرضنا. هذه المرة الأخيرة التي أتحدث فيها بهذه الطريقة، وسيكون لنا طرق أخرى في المواجهة".
فإسرائيل لا تقبل بأي دور وطني مقاوم للجيش اللبناني، بل تطمح – كما الولايات المتحدة الأمريكية - لأن يكون أداة داخلية لمواجهة المقاومة في جنوبي لبنان. وهو ما لم ولن يحصل إطلاقاً، لأنه بفضل جهود قائده الأسبق العماد إميل لحود، بُني على عقيدة أساسها العداء لإسرائيل وتأمين التضامن الوطني مع المقاومة ضدها. لهذا فإن الرهان الأميركي على الجيش في مواجهة المقاومة مجرد سراب.
أسئلة يطرحها الشعب اللبناني
وانطلاقاً مما ذكرناه، وفي ظل تطورات العدوان الإسرائيلي والأمريكي على لبنان وكل المنطقة، يطرح الشعب اللبناني العديد من الأسئلة ونقاط الاستفهام التي تحتاج لاجوبة من قيادة الجيش.
وأبرز هذه الأسئلة:
_ما هو تفسيره لقيام الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام قاعدة حامات الجوية بشكل مريب للغاية بأعمال عسكرية وربما استخباراتية، ووصول 30 ضابط من وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA من خلاله وليس من خلال مطار بيروت الدولي، وتصاعد حدّة هذا النشاط خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان.
_ لماذا امتنع الجيش عن توفير الحماية اللازمة لآليات وزارة النقل والأشغال، كي تستطيع إعادة فتح معبر المصنع الحدودي ما بين لبنان وسوريا، بعد أن استهدفته إسرائيل في الأيام الأولى للعدوان. مع العلم بأن لهذا المعبر، أهمية كبيرة لمنع فرض الحصار البري على لبنان، ولتأمين نزوح بعض اللبنانيين من بلادهم نحو سوريا. مع الإشارة إلى أن المقاومة ليست بحاجة إليه، لضمان إمدادها اللوجستي والتسليحي كما يزعم كيان الاحتلال. فهل هذا الامتناع يعود الى الانسجام مع المصلحة الأمريكية بعدم عودة النازحين السوريين الى بلادهم؟
_ من أعطى الملحق العسكري في السفارة الأميركية الحق والصلاحية، للقيام بجولة في مطار بيروت الدولي للتأكد من عدم وجود أسلحة؟
_ أثناء تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعدوانه البري في جنوبي لبنان، من أخذ القرار بإفراغ مواقع الجيش في القرى الأمامية من العناصر والآليات ونقلهم الى مواقع تبعد عن الحدود مسافة 5 كم (كما طلبت ذلك إسرائيل بالتحديد عبر اليونيفيل)، ونفي ذلك عبر القول بأن ما حصل هو إعادة تموضع؟
الكاتب: غرفة التحرير