الإثنين 26 أيار , 2025 04:45

هذه خفايا علاقة الشرع الجولاني بالمملكة المتحدة!!

طوني بلير ومن خلفه جوناثان باول وفي الإطار زيارة الشرع الجولاني الى السعودية

كشفت صحيفة "اندبندنت العربية" منذ أيام، عن هوية المنظمة البريطانية التي دربت أحمد الشرع الجولاني سياسيا، والتي لم يسمها السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت ستيفن فورد، في الفيديو الذي فضح فيها أسرار عملية التحويل. هذا الفيديو أثار جدلاً واسعاً بعد أن كشف السفير فورد، في محاضرة نشرت عبر قناة "مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية" على موقع يوتيوب، عن علاقته بالشرع الجولاني، في إطار مسعى غير معلن لتحويله من "عالم الإرهاب إلى عالم السياسة".

وأوضح فورد أن مؤسسة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، لم يذكر اسمها، هي التي دعته سنة 2023 (أي قبل حوالي عام و8 أشهر من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد)، للمشاركة فيما وصفه بعملية "إعادة تأهيل الشرع". وأنها كانت وراء "مبادرة لدمج أحمد الشرع في الحياة السياسية، بعد أعوام من انخراطه في جماعات مصنفة إرهابياً على المستوى الدولي".

وما لم يعلنه فورد في مقطع الفيديو، كشفته صحيفة "اندبندنت"، من أن مستشار الأمن القومي البريطاني الحالي جوناثان باول (المقرّب جداً من رئيس وزراء بريطانيا الأسبق طوني بلير)، هو من طلب منه المشاركة في إعادة تأهيل الجولاني، عندما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمنظمة "انترميديت – Intermediate" المدنية، التي تعمل على حلّ "النزاعات المسلحة".

كما تبين بأن بأول هو من أوائل المسؤولين البريطانيين والغربيين، الذي قام بزيارة الشرع الجولاني في الأيام الأولى لاستلامه الحكم في سوريا، وهو الذي حصل على تعهدات من الجولاني بالكثير من القضايا، خاصةً بما يتعلق بعدم تشكيل سوريا أي خطر ضد إسرائيل.

لذلك رجح العديد من الخبراء والمراقبين، بأن يكون باول هو الشخص الرئيسي الذي يدير سياسات تطبيع العلاقات العربية والغربية مع الجولاني، خاصةً مع تحول الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة ترامب الى سياسة خارجية أكثر انعزالية.

وبالرغم من نفي السلطات السورية الجديدة، لتصريحات فورد أمام " مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية"، فإن موقع "I24" الإسرائيلي، تحدّث عن "كيف لعبت المخابرات البريطانية والأمريكية دورا في صعود أحمد الشرع؟". كاشفاً بأن أجهزة الأمن البريطانية والأمريكية كانت على تواصل مع الجولاني، وهي التي اختارته منذ عدة سنوات وكانت شريكة أساسية معه، حتى أنه تلقى دعم مالي بحيث تحدث تقرير عسكري أمريكي عن تقديم 100 مليون في إدلب لدعم الجولاني اقتصاديا في المناطق التي يسيطر عليها، وحتى تبقى الأمور مستقرة هناك (أي قبل سقوط النظام)".

الوفود البريطانية كانت من أوائل الوفود الأجنبية التي زارت الجولاني

جوناثان باول والإرهابيين

وبالعودة الى جوناثان باول، فإنه يقدم في كتابه "التحدث إلى الإرهابيين: كيفية إنهاء الصراع المسلح"، الذي كتبه بعد مفاوضات محادثات السلام بين المملكة والمتحدة وأيرلندا الشمالية، لمحة عن موقف حكومة بلاده تجاه الوضع المتطور في سوريا. حيث يقوم بتعريف "الإرهابيين" بأنهم "جماعات مسلحة غير حكومية تتمتع بدعم سياسي كبير بل وعرّف الإرهاب كـ "تكتيك تستخدمه الحكومات والجماعات والأفراد". وهذا ما يعطي بريطانيا مجالاً واسعاً للمناورة، وربما يعطي مؤشراً على سبب فتح الحكومة البريطانية - مباشرةً أو عبر جهاز مخابراتها أو حتى من خلال منظمات ذات طابع مدني - وقبل جميع الدول الأوروبية والغربية، محادثات مع الجولاني منذ أن كان زعيماً لهيئة تحرير الشام الإرهابية (منذ بداية العام 2023 كأقل تقدير).

ويعرّف باول - الذي عمل سابقاً رئيس لهيئة موظفي رئيس الوزراء آنذاك توني بلير لمدة 10 سنوات – بأنه شخصٌ مُلِمٌّ بـ"نجاحات وإخفاقات إعادة بناء الدول المُدمّرة أو الضعيفة". وهو الوحيد الذي أشار ذات مرّة الى إمكانية التفاوض مع تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، وأن التفاوض "سيحدث يوما ما"، فهو ينظّر الى أن "الحوار أفضل من العزلة كاستراتيجية".

وأسّس باول "انتر ميديت" في العام 2011، بعد انتهاء ولاية بلير في رئاسة الحكومة البريطانية، وشارك معه في تأسيس هذه المنظمة أيضاً، الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ حتى تموز / يوليو سنة 2024.

وما يزيد من الشكوك حول ارتباطات هذه المنظمة الاستخباراتية، هو ما تعرّف به هي عن نفسها، بأنها منظمة تركز على حل النزاعات الدولية الأكثر خطورة وتعقيداً والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها. وبحسب موقع المنظمة، "تضم المؤسسة نخبة من أبرز خبراء التفاوض والحوار في العالم، وتعمل بفريق صغير ومرن يسعى إلى ملء الفراغ في مشهد حل النزاعات. وتؤكد المنظمة البريطانية بأنها تسعى إلى إطلاق "حوارات مجدية وسرية"، بخاصة في الصراعات التي تفتقر إلى قنوات فاعلة. كما يفيد موقعها الرسمي بأنها "تعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم. وتعتمد على خبرة ومعرفة كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراء، وتستجيب لحاجات الأطراف من خلال مشاركة تجاربها في عمليات السلام السابقة".

ومن المعلوم بأن هكذا مجال سيعرض أي منظمة غربية، لا تمتلك التغطية السياسية والأمنية والقانونية، لمعاقبة الدولة التابعة لها بل وستشمل إجراءات الملاحقة والعقاب الكثير من الدول الغربية بما فيهم أمريكا. وبالتالي فإن جميع ما تقدم من تعريف المنظمة عن نفسها وما أشرنا إليه، يبدّد غموض دورها في سوريا وعلاقتها بالجولاني.

ووفقاً لمصادر أجنبية، فإن معرفة باول بسوريا تعود إلى ما قبل آذار / مارس 2011. فشقيقه، هو اللورد تشارلز باول، أحد أمناء مؤسسة سعيد، التي أنشأها رجل الأعمال البريطاني السوري وفيق سعيد، والذي التقى بالشرع في منتصف كانون الثاني / يناير في القصر الرئاسي بدمشق.

لكن من هي رزان سفور وما علاقتها بالشرع الجولاني وبالمملكة المتحدة؟

وفي سياق متصل، وخلال زيارة أحمد الشرع الجولاني الأولى الى السعودية، في شباط / فبراير الماضي، لفتت رزان سفور انتباه الكثيرين، عندما كانت المرأة الوحيدة في الوفد المرافق للجولاني، وشاركت في اجتماعاته هناك، خاصةً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ووفقاً لم تداوله، فإن خلفية سفور كالتالي:

_تم وصفها بأنها ناشطة سورية، من مواليد حمص، وتحمل الجنسية البريطانية، وهي في العشرينيات من عمرها. وانتقلت أسرتها منذ الثمانينيات إلى المملكة المتحدة حيث ولدت هناك.

_حصلت على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن (التي تُثار الشبهات حولها بكونها من الكليات المتعاونة مع جهاز المخابرات البريطانية الخارجية المعروف بالـ MI6).

_ والدها هو وليد سفور، سفير ما كان يُعرف بـ"الائتلاف السوري المعارض" في المملكة المتحدة منذ 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2012، وذلك عقب اعتراف بريطانيا بالائتلاف "ممثلاً للشعب السوري".

سفور مع والدها ووالدتها اثناء تخرجها

_تُعرف بنشاطها في القضايا السورية، وهي من المشاركين في برنامج إعداد القادة السوريين في الشتات الذي تديره أيضاً منظمة بريطانية تُدعى " Common Purpose".

_كانت من أشد المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وهي من مناصري تنظيم "الإخوان المسلمون"، ومعارضة قوية للنظام المصري وللرئيس عبد الفتاح السيسي.

_عملت كباحثة في مركز أبحاث TRT العالمي، وكان لها نشاطات إعلامية في موقع "ميدل إيست أي"، وموقع "العربي الجديد"، التي تعتبر جميعها من الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان. كما شغلت منصب رئيسة التحرير في "أخبار الدوحة"، وهي منصة إخبارية إلكترونية رائدة في قطر، حيث خططت ونسقت وقادت تغطية الأحداث الرئيسية هناك، بما في ذلك كأس العالم قطر 2022، ومنتدى الدوحة، ومنتدى قطر الاقتصادي. وكانت تشغل مؤخراً  منصب رئيس الاتصالات في مؤسسة "كواكبي".

_ منذ بداية استلام الشرع الجولاني لمقاليد الحكم، تم الإعلان عن تعيينها "مستشارة في رئاسة الجمهورية السورية".

_تتقن عدة لغات من بينها العربية والتركية والإنكليزية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور