حقق الأمن الإيراني نجاحًا كبيرًا في التعامل مع الاحتجاجات المفتعلة، والتي فرضت أعمال عنف وشغب في الشارع الإيراني ومحاولات تفجيرات إرهابية. إذ برع في كبحها في أسرع وقت ممكن، وأحسن إدارة الأمن ونجح في تنفيذ التزاماته تجاه الشعب الإيراني. كما سجّل له إجراءات فعالة في الكشف عن الخلايا المسببة لأعمال الشغب والدول المتورطة فيها منذ الأيام الأولى للاحتجاجات. يمكن القول إن الأمن الإيراني بالتعاون مع كافة الأجهزة للنظام تمكّن من إفشال ما يسمى بالثورة الملونة التي طالما تمكن من خلالها الغرب خرق وإسقاط الأنظمة. وفيما يلي شرح للنجاحات الأمنية في التعامل مع هذه الأعمال التخريبية، وكيف نجح الأمن الإيراني في خطته للحفاظ على استقرار إيران.
نجاح الأمن الإيراني في القيادة والتحكم والسيطرة على أعمال الشغب
فاجأ الأمن الإيراني العدو في قدرته على التحكم والسيطرة والضبط والقيادة تجاه مثيري أعمال الشغب، إذ عكس ذلك مأسسة هذا الأمن ونظاميته وجاهزيته وانضباطيته العالية، كما عكس مدى بنية هيكليته المتماسكة على نحو يحول دون الفوضى والتخبّط والتشظّي. وكذلك استطاع الأمن الإيراني إتقان فن إدارة الحرب التركيبية بمهارة وحذق بالغين، ويعود ذلك الى الخبرات والتجارب والقدرات في إدارة الصراعات وتقنياته التي كانت تعمل بحيوية لافته تحت ضغط كبير من مثيري أعمال الشعب ومن التدخلات الدولية، هذه بعض من المصاديق والتعبيرات الحيّة لقدرة الأمن الإيراني خلال الأحداث الأخيرة:
أولأ: الكشف الاستخباري عن هوية المخربين
- أعلنت الاستخبارات الإيرانية عن هوية مثيري الشغب وعن المسؤولين عن مجزرة المزار في شيراز، وعن إرهابيين كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية في مختلف المناطق الإيرانية لا سيما في زاهدان وسيستان وبلوشستان ومدن تابعة لمحافظة الأهواز جنوب غربي إيران. هذا الإنجاز الإستخباراتي كان ردًّا عقابيًّا فيما يتعلّق بالاعتبار الأمني تجاه الجهات والدول المتوّرطة، ومن أهم هذه الانكشافات الأمنية:
- وفق آخر الإحصاءات، تم اعتقال أكثر من 100 عنصر من منظمة "مجاهدي خلق"، وأكثر من 150 عنصراً من التنظيمات الإرهابية الأخرى.
- اعتقال جميع المتورطين والبالغ عددهم 26 شخصاً في الاعتداء الإرهابي على مرقد "شاه شراغ" في محافظة شيراز.
- اعتقال 26 إرهابياً من دول أذربيجان وطاجيكستان وأفغانستان، والذي كان بعضهم يستعد لتنفيذ عمليات إرهابية، ولا سيما في زاهَدان؛ مركز محافظة سيستان وبلوشستان.
- اعتقال 7 متورطين في أعمال شغب وتخريب بمدينة مشهد.
- توقيف مجموعة تخريب واغتيال في مدينة خوزستان التابعة لمحافظة الأهواز جنوب غربي إيران.
- اعتقال أعضاء مجموعة تخريب واغتيال في مدينة محافظة خوزستان جنوب غرب إيران.
- القبض على الممثلين الذين فبركوا فيلم إهانة العمامة.
- اعتقال "إلهام أفكاري" احدى العملاء الرئيسيين لقناة إيران إنترناشيونال والتي قامت بالعديد من الأنشطة والإجراءات لتشويه سمعة النظام ودعوة الشباب والفتيات إلى أعمال الشغب وإثارة الرعب بين الناس.
- اعتقال عناصر خلية قامت بعمليات تخريبية اثناء أحداث الشغب التي شهدتها منطقة فرديس قرب مدينة كرج غرب طهران.
- أعلن قائد الشرطة في غرب طهران العميد كيوان ظهيري، الأربعاء الماضي، عن عملية خاصة للشرطة أسفرت عن اعتقال انتحاريَّين قبل ارتكابهما أي عمل إرهابي في منطقة "شهرك قدس" غرب العاصمة طهران.
ثانيًا: كشف خطوط الامدادات اللوجستية
- كشفت الاستخبارات الإيرانية الامدادات اللوجستية المرسلة من الجهات الخارجية المتورطة الى أذرعها داخل إيران بهدف مواصلة أعمال الشغب والأعمال الإرهابية، وأبرزها:
- أعلنت قيادة الشرطة الإيرانية في محافظة أذربيجان الغربية، الاثنين، القضاء على عصابة لتهريب الأسلحة، ومصادرة 70 قطعة سلاح في مدينة أرومية. وأكدت قيادة الشرطة الإيرانية إلقاء القبض على عدد من المتهمين خلال عملية القضاء على مهربي السلاح.
- أعلن قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد أحمد علي كودرزي أن "القوات الإيرانية ضبطت في الأيام الـ45 الماضية نحو 600 قطعة سلاح حربي".
- ضبط ثلاث شحنات أسلحة قادمة من الخارج في اتجاه سيستان وبلوشستان تحتوي على كميات من المسدسات ومخازن الأسلحة والذخيرة، وقد اعتقل شخص على علاقة بهذه العملية.
- أعلن مدعي المحاكم العامة والثورية في مدينة خرمشهر الإيرانية فاخر باوي عن ضبط شحنة أسلحة وذخائر في هذه المدينة الواقعة بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا). ولفت باوي، في تصريح له، إلى أنّه "بعد تلقي تقرير من قيادة قوى الامن الداخلي في خرمشهر وإصدار أمر قضائي، تم كشف وضبط 34 مسدساً وبندقية كلاشينكوف واحدة و67 مخزن عتاد و9 آلاف و739 رصاصة مسدس و12 ألفًا و630 طلقة من طراز كالانينكوف"، مشددًا على أنّه "تم في هذا الصدد اعتقال شخصين متهمين".
- ضبط شحنة أسلحة حربية وذخائر من صناعة أميركية في مدينة مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية.
- ضبط كمية من الاسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف في سيارة كان يستخدمها عناصر هذه الخلية في اعمال الشغب قامت بعمليات تخريبية اثناء احداث الشغب التي شهدتها منطقة فرديس قرب مدينة كرج غرب طهران.
- الكشف عن قافلة لتهريب السلاح وضبط شحنتها المهربة بمحافظة خوزستان جنوب غربي البلاد.
ثالثًا: الكشف المبكر للعمليات الإرهابية
وضمن مسار الكشف الأمني للجهات والدول المتورطة، فقد أحبطت الاستخبارات الإيرانية عدّة عمليات كانت تهدف الى اغتيال شخصيات عربية وزرع المتفجرات، وأبرزها:
- أعلن حرس الثورة في إيران اعتقال رجل خليجيٍ يعمل لمصلحة أجهزة استخبارات دولة خليجية، كان ينوي القيام بأعمال تخريبية في هرمزغان جنوب البلاد.
- اعتقال قبل "اندلاع أعمال الشغب: ضباطاً يعملون في أجهزة استخبارات أجنبية، ولاسيما الجهاز الأمني الفرنسي".
- تفكيك خلية إرهابية في كرمنشاه غربي إيران، كانت تخطط لاغتيال شخصيات عربية.
- احباط عملية تفجير في منطقة معالي آباد، في مدينة شيراز، جنوبي إيران، وذلك بتفكيك القنبلة التي كانت مزروعة في شارع رئيسي في مدينة شيراز قبل انفجارها.
- تفكيك خلية إرهابية في محافظة خوزستان مدعومة من دولة أوروبية واعترف المعتقلون أنهم كانوا بصدد اغتيال شخصيات عربية في خوزستان وتكرار سيناريو القتل على غرار ما حصل في زاهدان واردبيل.
- تفكيك "خلية إرهابية" مسلحة في محافظة آذربيجان الغربية شمال غربي البلاد.
- تمكنت استخبارات الحرس الثوري في محافظة إيلام غرب إيران من تفكيك خلية تخريبية لها صلات مع الخارج، كانت تسعى لاثارة اعمال الشغب والفوضى، فيما أعلنت شرطة طهران عن اعتقال مجموعة شاركت بقتل أحد ضحايا أعمال الشغب في طهران الشهيد آرمان علي وردي.
- أعلن مكتب العلاقات العامة للحرس الثوري عن تفكيك خلية إرهابية واعتقال أعضاءها في محافظة خراسان الرضوية شمال شرقي إيران.
- أعلن حرس الثورة عن اعتقال خلية مرتبطة بالجماعات الإرهابية في محافظة كيلان الحدودية مع أذربيجان شمالي البلاد.
نجاح الأمن الإيراني في تحييد إجراءات الحرب الإلكترونية للعدو
حجب الأمن الإيراني الانترنت عن بعض المناطق الإيرانية وذلك بهدف تنفيذ استراتيجية "إفقار العدو معلوماتيًّا". إذ أصاب الأمن الإيراني الاجهزة الاستخبارية للدول المتورطة وبتقييد ملحوظ في قدرتها على تزويد أذرعها ومجنديها بالمعلومات والأوامر لتنفيذ العمليات التخريبية في الداخل الإيراني. لم يستخدم الأمن الإيراني الاستهداف المباشر للأجهزة الإستخباراتية المعلوماتية بل عمد الى حرمان الاستخبارات الخارجية بنحو نسبي مرتفع من أن تتغذى وتنمو على بيانات ومعلومات ومعطيات أولية مستقاة من الشارع الإيراني. أدى ذلك الى تقييد حركة مثيري الشغب وتشتيتهم وتفككهم والذي أدى بدوره الى اعتقالهم ثم اعترافهم بالضباط الذين يوجهونهم. قال معلق الشؤون العربية في "القناة الـ12" الإسرائيلية، إيهود يعري إنّ: “الأميركيين يبذلون جهوداً من أجل فتح الإنترنت الذي حجبته السلطات الإيرانية لتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي، لكنّ هذا لم يساعد، ونحن نرى تراجعاً واضحاً جداً في حجم التظاهرات وقوتها، وأيضاً في الجانب العنيف منها". وقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم انترنت مجاني للإيرانيين وذلك لتتمكن من متابعة أعمالها التخريبية في إيران والذي عطّلها الجهاز الأمني الإيراني.
تدرّب الأمن الإيراني المسبق على مواجهة الثورات الملّونة
عكف الأمن الإيراني في السنوات السابقة للثورات الملونة التي شهدها لبنان والعراق وسوريا وفي الداخل الإيراني، على توقّع كل سيناريوهاتها وبدائلها المحتملة في الداخل. وفي هذا الصدد، أعدّ الخطط وصاغ السياسات والأهداف والمفاهيم الأمنية التشغيلية المتماسكة والواضحة، ومارس التأهيل الأمني العسكري والاستخباراتي بشكل واسع وكذلك تأهيل لكوادره وعناصره وناشطيه، بالتلازم مع التثقيف العسكري الواسع أيضًا لكل ما يتعلق بالثورات الملونة بالاعتماد على التجارب السابقة ودارسة الاخفاقات الأمنية للدول عينات التجربة وذلك لعدم الوقوع بأي إخفاق مشابه في التعامل مع الأحداث. إذ خلق ما يسمّى بـ "الجنود المفكرين" الذين تتوفر القدرة لديهم على بلورة المفاهيم التشغيلية إزاء التحديّات والحالات الاضطرارية، واجتراح الحلول عندما يكون الوضع حرجًا ومتأزمًا.
نجاح الأمن الإيراني سلوكيًا (الدقة، الاتزان، الانضباط، حسن الأداء، الفعل والتعقل)
استخدم الأمن الإيراني ما يسمى استراتيجية الإدارة الصارمة والتي تتوافر على المعرفة والوعي والذكاء والدقة والاتزان والانضباط وحسن الأداء وكلّ ما من شأنه أن يضع السلوك في دائرة الفعل والتعقل، لا في دائرة الانفعال والتأثر. إذ لم يقم الأمن الإيراني لا بالتردد ولا بالاضطراب أو الصخب الإعلامي العابث ولم يقم باستعراضات تلفزيونية ولم يواجه فوضى في التصريحات والبيانات. بل إن الأمر قد ضبط وفق إيقاع هادئ وصارم. وقد عمد الأمن الإيراني على إطلاق البيانات والتصريحات عبر جهة واحدة محددّة، عبر الامام السيد على الخامنئي أو عبر قائد الشرطة الإيرانية، أو وزير الخارجية الإيراني او عبر بيانات رسمية من الشرطة الإيرانية. وذلك عبر قناة ضيقة لتقديم المعلومات الأمنية للرأي العام بعد توضيبها وإعدادها وانتقاء العبارات بدقة واختيار الألفاظ بعناية بالغة، فضلًا عن تحديد الوقت الملائم والظرف المناسب لبث وإشاعة المعلومات الأمنية.
كما كان الكشف المدروس والمقنّن للمعطيات الأمنية على وسائل الاعلام الإيرانية لا يندرج في سياق الاستهلاك الكلامي والخطابي والشعاري، ولا يندرح في إطار الترف التنظيري والدعائي، بل كانت تصريحات متّسقة مع إجراءات فعلية.
نجاج الأمن الإيراني في عدم الانزلاق الى استفزازات وانفعالات لاواعية
كان الأمن الإيراني حريصاً على عدم الانزلاق الى الاستفزازات التي كانت تمارس عليه من قبل مثيري الشغب، في الوقت الذي كانت تبحث فيه الولايات المتحدة الأمريكية على مادة إعلامية لتوظيفها كمادة دسمة وكأداة فعالة لتأليب الشعب الإيراني على النظام، لا سيما بعد الكشف عن الشبكات الإرهابية المدعومة منها والشبكات التجسسية. الى ذلك، حاولت استدراجه إلى ردات فعل. ولأن خطة الانزلاق باءت بالفشل لجأت وسائل الإعلام الغربية الى طرح شائعات على هذا لنحو كمحاولة تضليل لتأليب الشعب الإيراني على القوات الأمنية والنظام الإيراني.
إعلان عن تحييد الشعب عن مثيري الشغب: أكّد القائد العام لقوّات الشرطة الإيرانية، العميد حسين أشتري، أنّه في الأحداث الأخيرة فإنّ الشعب أبعد نفسه عن مثيري الشغب الذين كانوا بصدد تنفيذ الأجندات الأميركية والصهيونية من أجل إثارة الفوضى في البلاد.
إعلان عن عبث التنظيمات المعادية في استقرار إيران: أصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في أيلول/سبتمبر الماضي بياناً بشأن الأحداث التي جرت في البلاد، في الأيام الأخيرة، محذرةً "التنظيمات المعادية من محاولات العبث بالاستقرار".
إعلان عن التدخل الدولي في الاحتجاجات: أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنّ الولايات المتحدة تدعم الشغب في إيران، للضغط على طهران وإرغامها على قبول مطالبها في مفاوضات الاتفاق النووي. وقال، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "واشنطن ودولاً غربية أخرى تشجع أحداث الشغب الجارية في إيران"، مشيراً إلى أن "واشنطن تهدف إلى الضغط على طهران من أجل تقديم تنازلات".
إعلان عن انتهاء الاحتجاجات: قال رئيس محافظة طهران، محسن منصوري، إنّ الاحتجاجات في طهران "قد انتهت".
تبيين دوافع الاحتجاجات: قال قائد الحرس الثوري في طهران، العميد حسن حسن زادة: "إنّ الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني، لها دوافع "اقتصادية وأميركا دفعت الناس إلى الشوارع". وقال حسن زادة إن "الضغوط القصوى لا يمكنها أن تحقق لهم النصر على إيران، لذلك فإنّ الطريق الوحيد هو دفع الناس إلى الشوارع بذريعة الضغط الاقتصادي".
نجاح الأمن الإيراني في تقدير واقع الاحتجاجات: استطاع الأمن الإيراني أن يقدّر واقع الاحتجاجات تقديرًا علميًا، ووقف عند نقاط ومواطن ضعفه، وعلى ما يحيط به من التهديدات، واستغل ذلك في بناء استراتيجية أمنية للتعامل مع إنهاء حالة الشغب في الشارع. وكذلك وقف على مواطن القوة للاحتجاجات وذلك بهدف تعزيزها وتطويرها. ومن خلال قراءة حركة الأمن الإيراني نستطيع وضع عدّة نقاط اعتمدها في تقدير واقع الاحتجاجات:
يُذكر أنه قبل هذه الأحداث بأشهر كانت لدى أجهزة الأمن الإيرانية معلومات عن إدخال أسلحة إلى البلاد والتحضير لأعمال شغب وعنف، وكذلك قيام أفراد مرتبطين بأحزاب ومجموعات معارضة تعيش في الخارج ولديها خلايا في الداخل إلى دولة أفريقية لتلقي التدريب على السلاح والشغب، وفي دولة تقع جنوب شرقي أوروبا يجري التدرب على إدارة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وسبل استثارة الناس وفق برنامج بات معروفاً في كل العالم من خلال "الثورات الملونة". وعندما وقعت قضية "مهسا أميني" أدرك جهاز الأمن الإيراني أنها ساعة الصفر لتنفيذ مخطط أمني وتخريبي يقوم على الشغب والفوضى بشكل أساس، ويستدرج الشرطة وقوات الأمن إلى معارك تسقط فيها دماء، الأمر الذي يوسّع دائرة التناقض بين الشارع والدولة ويؤجج الاحتجاجات. هذا الكشف الأمني المبكر ساعد في تقدير واقع الاحتجاجات بسرعة ووضع خطط أمنية محكّمة للتعامل معها.
نجاح الأمن الإيراني في مكافحة الجماعات المعادية في الداخل
نجح الأمن الإيراني في مكافحة الجماعات المعادية في الداخل والمعروفة بمصطلح "الطابور الخامس" وتعطيل فعاليتها ونشاطها وتأثيرها، وشلّ حرية الحركة لديها وذلك عبر تعطيل الانترنت والملاحقة الأمنية ووضعها تحت مجهر المراقبة اللصيقة، وإحباط مشاريعها ومحاولاتها لإثار الفتنة في إيران، والقيام بأعمال الشغب والفوضى والتخريب والتحريض، وإطلاق الشائعات والشعارات السوداء، وبثّ الخوف والهلع في صفوف الشعب الإيراني. إذ عمد على تعرية هذه الجماعات أمام الرأي العام الداخلي بالأخصّ، والخارجي عامّةً، وكذلك أوضح وسائلهم التخريبية وأساليبهم، والذي ساهم بدوره الى فصل الشعب الإيراني نفسه عن هذه الجماعات.
وقامت الحكومة بالتعاون مع الأمن الإيراني منذ البداية بالتعامل مع هذه الاحتجاجات وفق منطق الاحتواء والفصل بين المحتج السلمي والمشاغب المدفوع بأجندة تخريبية والجماعات المعادية في الداخل. كثير ممن شاركوا في التظاهرات والاحتجاجات كانوا أصحاب مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية. جرى تفكيك واحتواء الموقف من خلال قمع الشغب وتقديم المشاغبين إلى محاكمات علنية يبثها التلفزيون الإيراني بوجود محامين، وفتح حوار في الجامعات مع الطلاب ليقولوا آرائهم، وذلك بحماية قوات الأمن الإيرانية.
الكاتب: غرفة التحرير