انضمام فنلندا الى الناتو: دليلُ جديدُ على المتسبب بإشعال الأزمات في العالم

في تحدً جديد لروسيا، ونقض لكل ما تم الاتفاق عليه سابقاً من عدم توسع حلف الناتو، بما يؤكد هواجس موسكو التي دفعتها لبدء العملية العسكرية في أوكرانيا. أُعلن بالأمس الثلاثاء انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي – الناتو، ما يشكّل خطوة تضاعف حدود المعسكر الغربي مع روسيا، وتُنهي عقودا من عدم الانحياز للدولة الإسكندنافية.

هذه الخطوة، دفعت الكرملين لأن يتوعد بأنها ستُقابل باتخاذ إجراءات مضادة، واصفاً إياها بأنها تمس بأمن روسيا وبمصالحها الوطنية. وأضاف المتحدث الشخصي باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، بأن هذا يجبر بلاده على اتخاذ تدابير مضادة لضمان أمنها، من الناحية التكتيكية والاستراتيجية. كاشفاً بأن روسيا ستراقب عن كثب ما سيحدث في فنلندا بعد انضمامها إلى الناتو، وبناءً على ذلك، سيتم اتخاذ الإجراءات التي تعتبرها روسيا ضرورية.

أما وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو"، فقد صرح بأن انضمام فنلندا إلى الناتو وتحرك الأخير لزيادة الاستعدادات القتالية، يزيدان من مخاطر نشوب صراع. ملمحاً إلى أول إجراءات بلاده المضادة، عندما أضاف بأن بعض الطائرات العسكرية التابعة لروسيا البيضاء أصبحت قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وأنه جرى نقل أنظمة صواريخ "إسكندر" إلى روسيا البيضاء، التي يمكن استخدامها لحمل رؤوس تقليدية أو نووية.

وفي هذا السياق، صرّحت وكالة "STT" الفنلندية، عن تعرض المواقع الإلكترونية للمنظمات للبلاد بالأمس، الى هجوم سيبراني استمر حوالي 8 ساعات، من بينها مواقع البرلمان ومشغّل النقل لمنطقة العاصمة هلسنكي، والموقع الشخصي لرئيسة الوزراء "سانا مارين" ومنظمات أخرى.

نتائج عكسية لفنلندا

يعتبر الكثير من الخبراء بأن هذه قرار فنلندا هذا، الذي يعبّر عن تخليها التام عن مبدأ الحيادية، وانتقالها إلى جبهة المواجهة بين الناتو وروسيا، سينعكس نتائجا سلبية، بحيث يزيد من المخاطر الأمنية عليها، بدلا من تقليلها.

فوفقاً للباحث في الجامعة الصينية للشؤون الخارجية "لي هايدونغ"، سيلقي انضمام فنلندا إلى الناتو بظلال من الشك على الأمن في أوروبا ككل. مضيفاً بأن فنلندا فقدت وظيفتها كجسر بين روسيا وأوروبا، وانحازت. وهو ما اعتبره بأنه يثبت حقيقة أن صانعي القرار في هذا البلد يفتقرون إلى رؤية استراتيجية، تماما مثل السويديين.

لماذا هذه الخطوة مستفزة بشكل كبير لموسكو؟

_ هذه الخطوة ستسمح للناتو بمضاعفة حدوده البرية مع روسيا، بحيث لم تكن تتجاوز الـ 1215 كيلومترا (مع دول البلطيق والنرويج)، بينما انضمام فنلندا سيضيف 1340 كيلومترا من الحدود الإضافية، بإجمالي 2555 كيلومترا.

_ تقدمت فنلندا بطلب للحصول على عضوية الناتو في الـ 18 من أيار / مايو 2022، أي بعد 3 أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفي أقل من عام تم قبول طلبها في أسرع عملية قبول عضوية في تاريخ الناتو، بينما لا يزال هناك دول مترشحة منذ فترة أطول ولا تزال تنتظر، مثل جورجيا والبوسنة والهرسك، وهو ما يّبين تعمّد الغرب للاستفزاز.

وهذا ما بيّنه الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في تصريحه عندما قال: "خاض الرئيس بوتين الحرب ضد أوكرانيا بهدف واضح لتقليص حجم الناتو، اليوم يحصل على العكس تماما".

_ هذه الخطوة ستتيح للولايات المتحدة الأمريكية القدرة على الوصول الكامل إلى البنية التحتية العسكرية للبلاد، مثل المطارات العسكرية في النرويج، وربما ستستخدم أمريكا المنشآت العسكرية الفنلندية بشكل مباشر.

_ هذا الانضمام سيزيد من التوترات التي من الممكن أن تحصل في منطقتي بحر البلطيق والقطب الشمالي.