منذ الإعلان عن قبول مجلس صيانة الدستور لترشيحه، استطاع مسعود بزشكيان جذب الأضواء الإعلامية، خاصةً الأجنبية المعادية للجمهورية الإسلامية في إيران، ظناً منها بأنه سيشكّل حصان طروادة للغرب في صراعه مع إيران، كونه المرشّح الإصلاحي الوحيد في الانتخابات الرئاسية بدورتها الـ 14.
لكن بزشكيان "الجرّاح" قد أعلن منذ البداية، أنه تحت ظل قيادة الثورة الإسلامية وسيعمل في حال انتخابه رئيساً وفقاً لتوجيهاتها، وهذا ما يشكل انتكاسة كبيرة لأعداء الجمهورية الإسلامية.
ويعتبر بزشكيان صاحب خبرة وتجربة طويلة، في الطب والمجال الأكاديمي وفي الحياة السياسية، لذلك سيكون خصماً انتخابياً قوياً، ليُعيد التأكيد بأن النظام الإسلامي يتمتع بنوع فريد من الديمقراطية والحيوية السياسية.
فما هي أبرز المحطات في حياة ومسيرة بزشكيان؟ وما هي النقاط الأساسية في برنامجه الانتخابي؟
_من مواليد 29 أيلول / سبتمبر 1954، في "مهاباد" (مسقط رأسه)، لأب من الأصول الأذربيجانية وأم من الأصول الكردية.
_أكمل تعليمه الابتدائي في "مهاباد" ثم ذهب إلى "أورمية" وحصل على دبلوم في الصناعة الغذائية من أكاديمية أورمية الزراعية. وبعد حصوله على شهادته، تم نقله إلى مدينة زابل في محافظة سيستان وبلوشستان لأداء الخدمة العسكرية سنة 1973. وفي تلك الفترة اهتم بالطب، ونتيجة لذلك بعد إكمال خدمته العسكرية، حصل على شهادته الثانية في مجال العلوم التجريبية من جامعة تبريز للعلوم الطبية.
_ خلال حرب الدفاع المقدس، كان مسؤولاً عن إرسال الفرق الطبية إلى الجبهات، وعمل كجندي وطبيب في نفس الوقت.
_ في العام 1985، أنهى دورة الطب العام وبدأ التدريس في كلية الطب كمدرس لعلم وظائف الأعضاء. وفي العام 1990 حصل على تخصصه في الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصصه الفرعي في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية وعمل في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، حيث أصبح فيما بعد رئيساً لهذه المستشفى.
_ تولى رئاسة جامعة تبريز للعلوم الطبية خلال الأعوام 1995 – 2001. وهو رئيس تحرير مجلة أبحاث القلب والأوعية الدموية والصدر، التي يتم نشرها في مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية بجامعة تبريز للعلوم الطبية.
المسيرة السياسية
_حائز على عضوية مجلس الشورى الإسلامي منذ العام 2006، عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو في محافظة آذربيجان الشرقية.
_شغل مناصب رسمية عديدة، أبرزها وزارة الصحة في حكومة الرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي (2001 – 2005)، وتولى منصب نائب رئيس المجلس الشورى في الفترة الممتدة ما بين 29 أيار / مايو 2016 حتى 26 أيار / مايو 2020.
_سبق له الترشح في الانتخابات الرئاسية مرتين، بحيث انسحب من دورة العام 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في خوض انتخابات العام 2021، التي فاز فيها الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور حينها أهليته.
الترشح لرئاسة الجمهورية
_بعد إعلان أسماء المرشحين النهائيين لانتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية بدورتها الـ 14، أعلنه التيار الإصلاحي مرشحا له. كما أعلنت العديد من الشخصيات الإصلاحية عن دعمه، وفي مقدمتهم الرئيسان السابقان للجمهورية الإسلامية السيد محمد خاتمي والشيخ حسن روحاني.
وفي خطوة منه لجذب أوسع قاعدة شعبية من التيار الإصلاحي، قام بضم وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف لحملته الانتخابية، معلناً بأنه في حال فوزه سيعيد ظريف الى وزارة الخارجية.
_يعتبر المرشحون الأصوليون من منافسيه بأنه في حال فوزه في الانتخابات، سيشكّل "الولاية الثالثة لرئاسة الشيخ حسن روحاني".
النقاط الأساسية في برنامجه الانتخابي
_تعزيز المشاركة الشعبية في الانتخابات.
_التأكيد على ضرورة تحسين تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق الأهداف المعلنة.
_تحقيق تنمية متوازنة بين جميع المحافظات الإيرانية، مع التركيز على دعم المناطق المهمشة مثل خوزستان وكردستان وسيستان وبلوتشستان.
_ الدعوة الى تنفيذ إصلاحات جذرية في النظام الإداري والبيروقراطي.
_اتخاذ مواقف "أكثر ليونة" بشأن الحجاب.
_بما يخص السياسة الخارجية، الالتزام بالمبادئ التي يحددها الإمام الخامنئي مثل التعامل مع العالم بناءً على المصالح الإيرانية والابتعاد عن إقامة علاقات مع إسرائيل، واعتماد نهج يجمع بين "الاستمرارية والتجديد"، مع التأكيد على ضرورة "بناء علاقات قوية مع الدول العربية والإسلامية" (وهذا يعدّ استكمالاً لمنهج الشهيد السيد رئيسي).
_السعي إلى تحسين العلاقات مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، من أجل تقليل العقوبات الأمريكية.
الكاتب: غرفة التحرير