الإثنين 18 آب , 2025 03:21

التفاوض أداة لحرب مباغتة: قراءة في تقنيّات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة

الوزير عراقجي وويتكوف

بعد تحالف الولايات المتّحدة والاتحاد السوفيتي لإلحاق الهزيمة بألمانيا في الحرب العالمية الثانية، انقلبت واشنطن على موسكو، وكرّست جهودها لإسقاطها. منذ البداية، أدركت الإدارة الأميركيّة أن هزيمة الاتحاد السوفيتي لن تكون بالضربة القاضية، إنما باستخدام المفاوضات والمراوغة السياسيّة ومحاصرته حتى إسقاطه من الداخل، وهو بالفعل ما حصل عام 1991. ما يُعرف بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والتي دامت حوالي 44  سنة، كانت بالفعل مواجهة على حافة الهاوية Brinkmanship – أي سياسة تقوم على الذهاب إلى حرب نووية دون الدخول فيها لإجبار الطرف الآخر على تقديم تنازلات.

على المنوال ذاته، تسير الولايات المتحدة في ملف المفاوضات النووية في إيران، فهي لم تذهب إلى حرب مفتوحة ولو حضر الخيار العسكري خلال التفاوض، إنما وظّفت التفاوض في إطار تحقيق الهدف الأسمى، وهو إسقاط إيران من الداخل. منشأ الأزمة مع إيران ليس لأنها تمتلك برنامجًا نوويًا، إنما عقيدة إيران الثوريّة التي تنظر إليها الولايات المتحدة بكثير من الريبة والقلق، ولذلك تحاول اعتماد سياسة الاحتواء والالتفاف دون الذهاب إلى العمل العدواني كخيار للحسم التام، أقله في الوقت الحالي.

تقوم العقيدة الرأسماليّة - Capitalism على مجموعة من المبادئ والقيم التي غزت العالم، وأبرزها الفردانيّة وحرية السوق وتراكم الأرباح، وقد تعزّز انتشارها باستخدام القوّة الناعمة، والهيمنة الاقتصاديّة والعقوبات، والتحالفات السياسيّة والعسكرية وسياسة الاحتواء. وفي حين تذرّعت الولايات المتحدة بالحد من الأسلحة الإستراتيجيّة لتفكيك العقيدة الاشتراكيّة-  Socialism خلال عقود من الحرب الباردة، تستخدم واشنطن اليوم البرنامج النووي مطيةً لإخضاع طهران التي تنتهج عقيدة إسلاميّة ثوريّة مناهضة للرأسماليّة الحاكمة. وفي هذا البحث سنتحدث عن التقنيات التي استخدمتها الولايات المتحدة لإسقاط إيران من خلال المفاوضات، وتلك التي استخدمتها الجمهوريّة الإسلاميّة خلال جولات التفاوض وبعد انتهاء الحرب.

لتحميل الدراسة من هنا


الكاتب: زينب علي فرحات




روزنامة المحور