"صدر في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف بالعراق"، بهذه العبارة اختتم ما يُسمى بـ "مجلس الأئمة العالمي – GIC" بيانه لإدانة المقاومة الفلسطينية، على خلفية اكتشاف جيش الاحتلال الإسرائيلي لجثامين 6 من أسراه القتلى في منطقة رفح. ولم يكتف البيان بإدانة المقاومة الفلسطينية، فأكمله بتحميل نظام الجمهورية الإسلامية في إيران المسؤولية عن "هذه المآسي، حيث أن دعمه المستمر وتأييده لأفعال حماس يؤدي إلى إدامة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة".
واللافت بأن هذا البيان – كغيره من بيانات الإدانة الصادرة عن هذه الجهة، ضد قوى ودول محور المقاومة حتى منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى - لم يلقى أي اهتمام وتفاعل سوى من جانب وسائل إعلام الكيان المؤقت، وهذا ما يُفسر أحد أبرز أدوار هذه الجهة ومن يقف خلفها.
فهذا المجلس منذ سنوات ما بعد اتفاقيات أبراهام التطبيعية، بات مكشوفاً بأنه ينشط عبر شخصيات تابعة للتشيع اللندني، التي تكفّر وتهاجم وتسبّ مقدسات السنة والشيعة على حد سواء، وفي المقابل تدعو الى "السلام" و"التصالح" و"التعايش" و"الاحترام" مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. أمّا الدعم بكافة أنواعه، فيبدأ من أبو ظبي "العاصمة السياسية" للإمارات، ويمر بالسعودية والعديد من الدول الأوروبية وصولاً الى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه الجهة، ومن هم أبرز شخصياتها؟
_ يعرّف المجلس عن نفسه بأنه يتألف من "علماء المسلمين وقادة الإيمان من جميع الطوائف والمدارس الفكرية الإسلامية". زاعماً بأن هذا الأمر يجعله "في وضع فريد من نوعه لتمثيل المصالح الأوسع للعالم الإسلامي رسمياً".
ثم يضيف المجلس بأن عمله يشمل 10 مجالات رئيسية:
1)التمثيل العالمي والمحلي (وهذا ما يبيّن أحد أبرز أدواره بأن يكون واجهة إعلامية في خدمة بروبغندا المعسكر الغربي بقيادة الإدارة الأمريكية، فعندما تحتاج للهجوم الإعلامي على الجمهورية الإسلامية أو قوى وحركات المقاومة أو حتى الصين سيستخدمونه).
2)تقديم المشورة المتخصصة.
3)الدعوة إلى السلام والتعايش المشترك.
4)معارضة كل أنواع الكراهية والتطرف.
5)مواجهة الإسلام السياسي (الإسلاموية).
6)مكافحة كافة أشكال الإرهاب. وبالتالي فإن المجالات 3،4،5،6 ستؤدي الى الدعوة للتطبيع مع إسرائيل (وهذا ما كرّسه المجلس عبر أنشطته وتصريحات مسؤوليه)، ومواجهة حركات ودول المقاومة والتحرر الوطني (صرّح متزعّم المجلس الحالي محمد توحيدي بأن لإسرائيل الحق في احتلال كل دول المشرق العربي وليس فلسطين فقط، حتى وصل به الأمر الى نفي أحقية قضية الشعب الكشميري بتحديد مصيره).
يعزز افتتاح #البيت_الإبراهيمي في #أبوظبي منظومة التسامح التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة وتكرسها في مجتمعها الذي غدا نموذجاً ملهماً للتعايش والأخوة الإنسانية، وسيكون هذا البيت داعماً مهماً لتلاقي الديانات السماوية وتعاونها على نبذ خطاب الكراهية والعنف في العالم كله. pic.twitter.com/1yCJJoV1X3
— Global Imams Council (GIC) (@ImamsOrg) February 17, 2023
7)تعزيز بناء المجتمع.
8)تعزيز التعليم.
9)بناء الجسور داخل المجتمع.
10)تعزيز الحوار بين الأديان.
_ ينشط هذا المجلس بالدرجة الأولى في الإمارات والسعودية، وإيطاليا، وبلجيكا، وكوسوفو، ومقدونيا الشمالية، وكرواتيا، والكويت، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأوستراليا.
_بطلب من وزارة الخارجية الأمريكية وتحديداً المبعوث الأمريكي الخاص لـ"شؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية"، أعلن المجلس بأنه صوّت بالإجماع على اعتماد "التعريف العملي للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية – IHRA" (الذي يمنع أي قول أو فعل ضد إسرائيل ويعتبره معاداة للسامية).
_ يحاول المركز دائماً التمويه والتستر تحت هوية شيعية عراقية، تارةً من خلال العبارات التي يذكرها في بياناته، وتارةً من خلال من خلال الإيحاء بأن جزءاً من تمويله يأتي من الحوزات الإسلامية في النجف وكربلاء، وذلك بهدف إعطاء صورة تأييد "شيعية" لمواقفها.
_ من اللافت حجم الاهتمام والتأييد الغربي واليميني والصهيوني بكل ما يصدر عن هذا المجلس من مواقف ومشاركات.
_ هاجم المجلس الجمهورية الإسلامية على إثر عملية الوعد الصادق في 14 نيسان / أبريل 2024، وزعم في بيانه بأن الهجوم: "جلب معه مرحلة جديدة من التوتر وعدم اليقين والمواجهة في الشرق الأوسط"، وعرض المواقع الدينية في الأرض المقدسة للخطر وقد يؤدي إلى تصعيد يهدد أمن ملايين المسلمين في جميع أنحاء المنطقة". ورفض البيان إعلان إيران بأنها كانت تتصرف دفاعًا عن النفس متهماً إياها بأنها تملك "تاريخاً طويلاً في رعاية الإرهاب وإيواء المنظمات الإرهابية"، محرضاً من وصفها بالديمقراطيات العالمية على تصنيف حرس الثورة الإسلامية كـ "منظمة إرهابية".
_ أغلب المعمّمين في هذا المجلس هم من أتباع ووكلاء السيد صادق الشيرازي، مثل رئيس المجلس السابق ووكيل الشيرازي في كندا وكوبا الشيخ صالح سيبويه، والمعمّم محمد باقر البديري ونائب رئيسه المعمّم محمد توحيدي.
من هو محمد توحيدي؟
_ يُعلن عن نفسه بأنه "مصلحاً إسلامياً"، ويلقب نفسه بـ "إمام السلام".
_ تلقى تغريداته ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الإعجابات والمشاركات وإعادة التغريد من جمهور ينتمي إما لليمين المتطرف الغربي، أو القوميين الهندوس، أو الصهاينة، أو الملحدين الجدد.
_ يدّعي بأنه حصل على درجة الماجستير من جامعة المصطفى، ولكن عندما سئلت الجامعة عن مؤهلاته الأكاديمية، ذكرت عبر بيان خطي بأنه فشل في إكمال درجة البكالوريوس، وترك الدراسة بعد عام واحد فقط من الدراسة.
_ ينشر العديد من المقالات التي تروّج للتطبيع في وسائل إعلام إسرائيلية، كما التقى بالعديد من الشخصيات الإسرائيلية، لا سيما خلال "قمة القيادة العالمية لاتفاقيات ابراهام" التطبيعية في روما سنة 2022.
_ يُلاحظ من خلال تصفح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم تركيزه على الترويج لرئيس الإمارات محمد بن زايد وللحكومة الإماراتية بطريقة مثيرة للريبة.
_أجرت هيئة الإذاعة الأسترالية تحقيقاً حوله، وصفته فيه بـ "الإمام المزيّف – Fake Imam".
_ يحاول كثيراً إثارة النعرات والقلائل المذهبية، واتُهم بالتحريض على شن "حرب طائفية ضد الأغلبية السنية في أستراليا".