في مقابلة مطولة عبر بودكاست "غادي تاوب"، كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاصيل جديدة حول عملية طوفان الاقصى في السابع من إكتوبر، والعلاقات المعقدة مع الإدارة الأمريكية خلال فترة الحرب، إضافة الى توقيت الحرب مع لبنان وما سبقها من تفجير أجهزة "البيجر". وسلط نتنياهو الضوء على بعض القرارات المحورية التي اتخذتها حكومته، إلى جانب الضغوط الخارجية التي أثرت على مسار العمليات العسكرية.
تساؤلات حول الإخفاقات في 7 أكتوبر
بداية تحدث بنيامين نتنياهو عن تساؤلات لا تزال بلا إجابة واضحة حتى الآن، مشيرًا إلى أنه رغم ظهور بوادر تشير إلى احتمال وقوع هجوم، لم يتم التحرك في الليلة التي سبقته، "كان بإمكاننا فعل شيء، لكننا لم نتحرك. هذا هو السؤال الأساسي الذي يجب التحقيق فيه". وبهذا التصريح يشير نتنياهو بأصابع الاتهام الى فشل الجيش الاسرائيلي وشعبة الاستخبارات وجهاز الشاباك في إنذار المستوى السياسي، وقد عمد نتنياهو الى تبرئة نفسه من الفشل من خلال إلقاء اللوم على المستوى العسكري بدلا من المستوى السياسي الذي يقوده.
الضغوط الأمريكية خلال الحرب
وأكد نتنياهو أن التقدم في العمليات العسكرية خلال الحرب بات أصعب مع تغير الموقف الدولي، خاصة مع تصاعد الضغوط من الإدارة الأمريكية بعد السيطرة على خان يونس. وكشف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عارض بشدة السيطرة على رفح: "قال لي بايدن بوضوح 'لا تفعل ذلك'. بكلمات أكثر حدة خلال المحادثات داخل الغرفة. وقال إنه سيوقف إمدادات السلاح إذا أقدمنا على ذلك". وأشار نتنياهو إلى أن وقف إمدادات السلاح كان سيشمل معدات حيوية للقتال في المدن، مما شكّل تحديًا كبيرًا لإسرائيل في إدارة الحرب.
التصعيد ضد حزب الله في أكتوبر
اعترف نتنياهو بأن اختيار التوجه شمالًا في أكتوبر كان مرتبطًا بالتوقيت السياسي في الولايات المتحدة. وأوضح: "أكتوبر يسبق نوفمبر، وهو موعد الانتخابات الأمريكية. في ذلك الوقت، كان من الصعب على الأمريكيين إيقافنا". وحول تفاصيل تفجير البيجر كشف نتنياهو أيضًا عن عملية استخباراتية حساسة في لبنان باستخدام أجهزة صغيرة تُعرف بـ"البيجر"، وهي أداة تكتيكية ذات تأثير استراتيجي، على حد وصفه: "كان هناك من قلل من أهميتها، لكنني رأيتها كأداة حاسمة في زعزعة حزب الله. كنا حذرين جدًا من تسريب الخطة، لأن أي تسريب يعني موت العملية".
ملف تبادل الأسرى وتأثير الضغوط الداخلية
تحدث نتنياهو عن تعثر صفقة تبادل الأسرى الأولى في نوفمبر، محملًا أطرافًا داخلية المسؤولية. وأكد أن هناك وثائق تثبت الجهات التي عرقلت الصفقة، وأن هذه الجهات ستُكشف لاحقًا. "الضغط العسكري الذي كثفناه أدى إلى تغيير في موقف المفاوضات. في البداية كان هناك من وافق على التفاوض من أجل 12 أسيرًا، لكنني تمسكت بتحرير 25".
"اليوم التالي" في غزة وخطة ترامب
وتطرق نتنياهو إلى مستقبل غزة، مشيرًا إلى وجود خطة تم العمل عليها مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإعادة توطين سكان غزة خارج القطاع. "لم أقلل من أهمية الخطة، بل هي جزء من اليوم التالي".
مخاوف وتحديات أمام الأسلحة النووية الإيرانية
وأكد نتنياهو مجددًا على التزامه بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، واصفًا ذلك بأنه أولوية قصوى. في نهاية حديثه، اعترف نتنياهو بأن هناك الكثير من الأسئلة العالقة، لكنه ركز على نقطة واحدة: "لماذا لم نتحرك مساء 7 أكتوبر عندما ظهرت لدينا بوادر الهجوم؟ كان بإمكاننا الرد بقواتنا الموجودة في غلاف غزة في ذلك اليوم".
بهذه التصريحات، كشف نتنياهو جانبًا من القرارات الحرجة والضغوط التي شكلت مسار الحرب، في وقت لا تزال فيه العديد من التساؤلات بلا إجابات واضحة. بالمقابل يواصل رئيس حكومة الاحتلال الهروب الى الأمام وتفادي إلقاء اللوم على نفسه وحكومته من خلال التأكيد على أن الفشل بسبب قيادة الجيش والمؤسسات الامنية.
الكاتب: غرفة التحرير