عقود من العمر في الخدمة العامّة بشتى الميادين، ختمها الحاج محمد ياغي "أبو سليم" منذ أيام، بوفاته بعد صراع طويل مع المرض. فالحاج ياغي كان كما وصفه حزب الله في بيان نعيه: "من الرعيل الأول للحزب"، و "رفيقًا لسيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي على خط الجهاد والمقاومة ومواجهة الظلم والحرمان لاسيما في البقاع العزيز". وأضاف البيان بأن الحاج ياغي تحمّل "مسؤوليات قيادية وتنظيمية عدة في حزب الله وشارك في الندوة البرلمانية اللبنانية لدورتين، وقدم أنموذجًا صالحًا في خدمة الناس، وكان مثالًا في الأخلاق والتواضع والتفاني في معالجة قضايا المستضعفين ونصرتهم والوقوف إلى جانبهم".
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة وحياة الحاج ياغي؟
_الحاج محمد حسن ياغي المعروف باسمه الحركي "الحاج أبو سليم" من مواليد الـ 10 من أيار / مايو من العام 1958 في مدينة بعلبك.
_ التحق بالجامعة اللبنانية ونال فيها شهادة إجازة في العلوم السياسية والأدب العربي.
_منذ مرحلة الشباب، انتسب إلى حركة المحرومين (حركة أمل)، حيث كان من معاصري الإمام السيد موسى الصدر والشيخ عبد الأمير قبلان والشهيد القائد مصطفى شمران، وتولى مناصب عديدة في الحركة منها مسؤول اقليم البقاع.
_ مثّل حزب الله في مجلس النواب في كتلة الوفاء للمقاومة، كنائب عن محافظة بعلبك الهرمل خلال دورتي (1992 حتى العام 1996) و(2000 حتى العام 2005).
_ في العام 1982، كان من ضمن النواة الأولى لتأسيس حزب الله في لبنان. وتولى مناصب قيادية وتنظيمية عديدة في الحزب أهمها:
1) مسؤول مقر بعلبك، ونائب مسؤول منطقة البقاع (من العام 1982 حتى العام 1985).
2) مسؤول منطقة البقاع: من العام 1985حتى العام 1988، ومن العام 1995حتى العام 1998، ومن العام 2007 حتى العام 2019.
3) مسؤول الإعلام المركزي، ومسؤول وحدة الأحوال (بين عامي 1988 و1989).
4) عضوية شورى حزب الله لعدة مرات.
5) رئاسة المجلس التنفيذي بعد استشهاد السيد عباس الموسوي.
6) الإشراف على قناة المنار خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1993. وفي هذا الإطار كان الراحل يؤمن بأن الجهاد الإعلامي هو من أهم وأخطر وأدقّ أنواع الجهاد، محدداً بأن يكون هذا الجهاد عبر الكلمة الصادقة والمخلصة والشجاعة.
7) تولى مرتين لا سيما في السنوات الأخيرة من عمره، مهام المعاون التنفيذي للأمين العام للحزب، كما شغل بين عامي 2005 و2007 مهام معاون رئيس المجلس التنفيذي.
_ كان معروفاً بالتواضع ومثالًا في الأخلاق والنزاهة، وعدم السعي الى المناصب وإلى تسلّم المسؤوليات، وسرعة تلبيته في تقديم المساعدة عندما يُطلب منه ذلك. كما جهد خلال كل المسؤوليات التي تولّاها أن يخدم الناس بأقصى استطاعته. كل ذلك لم يمنعه من الاهتمام بكل قضايا المستضعفين ونصرتهم والوقوف إلى جانبهم.
_ تم تشييعه الى مثواه الأخير في روضة الشهداء بمدينته بعلبك، في الـ 28 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2023، في موكب حاشد غصت به طرقات المدينة، تقدّمه المجاهدون وقيادة حزب الله والعديد من الشخصيات السياسية والدينية. كما تلقّت عائلته اتصالات تعزية من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ومن رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والسفير السوري علي عبد الكريم علي باسم الرئيس بشار الأسد.
الكاتب: غرفة التحرير