الإثنين 28 تشرين أول , 2024 02:43

العدوان الاسرائيلي على إيران: فشل اضافي موثّق

بعد مرور أسابيع على الهجمات الإيرانية القوية على الكيان المؤقت والتي أثارت غضب الداخل الاسرائيلي، وعلى إثرها كثرت التصريحات التي عبّرت عن درجة عالية من التهديد والتصعيد تجاه الجمهورية الإسلامية مع التأكيد على جدّية الرّد الذي بحسب قادة الكيان وسياسييه ومحلّليه، كان من المفترض أن يكون ردًّا إسرائيليًا قاسيًا غير متوقّع، سيؤدي إلى تغيير قواعد المعركة، بصورة بات العالم يترقّبه ليرى تأثيره المتوقّع على المنطقة بعد أن ساد القلق والتخوّف من أن يتمّ جرّها إلى حرب شاملة يصعب الخروج منها.

لكن ما حصل كان دون التوقّعات، هجوم بلا صدى، فعلى الرّغم من أنه هجوم حصل فجراً إلا أنه لم يستطع مفاجأة الإيرانيين أو حتى إيقاظهم من النوم. فقد أقدم الكيان على مهاجمة أهداف عسكرية في إيران، إلّا أنها  ضربة عُدّت ضعيفة وهذا باعتراف داخلي إسرائيلي، الذي أجمع على أنه تافه وركيك، ولا يرقى إلى مستوى التهديدات، والذي شكّل خيبة بالنسبة لهم، حيث علّق ليبرمان أن "حكومة إسرائيل اكتفت بترهيب إيران وبسياسة علاقات عامة وشراء السكوت بدلًا من إخضاعها"، خاصة بعد أن لعب الإعلام العبري وقادة الكيان دورًا في التضخيم المسبق لحجم العدوان والذي ظهر في تصريحاتهم التي سبقت العملية والتي جاءت على الشكل التالي:

قبل الرّد

 -بنيامين نتنياهو: شعبنا سيصد الخطر الذي يهدد وجوده.

-يوآف غالانت لجنود الوحدة 9900: "أنتم رأيتم الهجمات الإيرانية قبل وقت قصير. هذه هجمات عدوانية لكنها فشلت لأنها ليست دقيقة. سلاح الجو لم يتضرر، كل المسارات تعمل، والتواصل بقي، ولم تصب أي طائرة او جندي او مواطن بأذى. أما عندما نتحدث عن قدراتنا فالدّقة مركزة جدًا جدًا. قدرة الهجوم قوية جدًا، ومثلما فعلنا حتى الآن في الحرب في كل الجبهات الأخرى – فإن من يهاجمنا سيتضرر وسيدفع ثمنًا. هجومنا سيكون فتّاكا، دقيقًا وأساسًا مفاجئًا. هم لن يفهموا ما حصل وكيف حصل. سيرون النتائج".

-بعد الهجوم على إيران، "سيفهم الجميع مدى القوة التي تتمتع بها إسرائيل وعمق التحضير والتدريب الذي تم تنفيذه". وأشار غالانت، إلى أن "هذه العملية ستوضح للعالم عملية الإعداد العسكري الإسرائيلي وقدراته، مؤكدًا، أن أي طرف يحاول إيذاء إسرائيل سيدفع ثمنًا باهظًا".

-وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش: "إيران، مثل غزة وحزب الله ودولة لبنان، ستندم على هذه اللحظة".

-ايتمار بن غفير لإذاعة الجيش الإسرائيلي: لدينا فرصة لقطع رأس الأفعى عبر ضرب إيران ونتنياهو يعمل على اتخاذ قرارات شجاعة.

-وزيرة العلوم والتكنولوجيا، غيلا غمليئيل: "رد إسرائيل على الهجوم العنيف الجامح الذي شنته إيران ينبغي أن يكون قويًا ومدويًا في طهران، حان الوقت لكي تفهم دول العالم حجم الخطر الإيراني على العالم الغربي، ولا بد من استخدام كل القوى اللازمة، لوقف القيادة الإيرانية التي تدير مركز الإرهاب في العالم".

-أفيغدور ليبرمان: "يجب على دولة إسرائيل أن تهاجم إيران فورًا، وتقصف جميع منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود. إما نحن أو هم...الآن حان الوقت لمواجهة رأس الأفعى – إيران.هذا هو الوقت المناسب للتحرك وتحصيل ثمن باهظ من النظام الإيراني، بدءًا من المنشآت الاستراتيجية ووصولًا إلى النخبة العسكرية والسياسية".

-بيني غانتس: "إيران تخطت الحدود مرة أخرى. تمتلك إسرائيل قدرات تم تطويرها على مر السنين لضرب إيران، وتتمتع الحكومة بدعم كامل للتحرك بقوة وتصميم. إما نحن وإما هم، والمهمة واضحة: من يهاجم سيتم مهاجمته وسيتأذى".

-يائير لابيد: ستدفع إيران ثمنًا باهظًا لهجومها بالأمس، والرد يجب أن يكون قاسيًا، ليكون رسالة إلى إيران واليمن وسوريا ولبنان وغزة.

-نفتالي بينيت: "لدينا الفرصة لإلحاق ضرر جسيم بالبرنامج النووي الإيراني".

-إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري: "الرّد على إيران سيكون قاسيًا".

-إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش الإسرائيلي يستعد لضرب إيران وشدّد أنها "ستكون ضربة جادة وذات تأثير كبير، نحن في قلب التحضيرات ونكرس معظم وقتنا لهذا الأمر. سيكون لهذا تداعيات على إيران، ومن الأفضل أن يفهموا ذلك".

-موقع والا نقلًا عن مصادر بالجيش الإسرائيلي: "نستعد لشن هجوم على إيران وسيكون جديًا ومهما وليس حدثًا ثانويًا".

-تايمز أوف إسرائيل: "الكابينت عازم على الرد عسكريًا، لكنه لم يقرر الطريقة؛ يدرس المسؤولون الإسرائيليون أيضًا تنفيذ اغتيالات مستهدفة وهجمات على الدفاعات الجوية؛ وسيتم تنسيق الرد مع الولايات المتحدة".

بعد الرّد

 -يائير لابيد: "كان يجب علينا أن نجبي من إيران ثمنًا باهظًا"، معتبرًا أن "إسرائيل" في قرارها تحييد الأهداف الاقتصادية والإستراتيجية الإيرانية من الهجوم "كان خاطئًا"، وأنها "لم تهاجم بالقوة الكافية ولا بالأهمية الكافية". وأضاف أن "عدم مهاجمة خزّانات النفط الإيرانية خطأ فادح. إيران شلّت إسرائيل بإطلاقها الصواريخ علينا".

-أفيغدور ليبرمان: "للأسف، وبدلاً من جباية ثمن حقيقي تكتفي الحكومة مجددًا بحب الظهور والعلاقات العامة".

-عضو الكنيست عن حزب الليكود، تالي غوتليب: "عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية سيكون بمثابة بكاء لأجيال عديدة".

-وسائل إعلام إسرائيلية: "خلاصة الأضرار بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران: تفاهة...في العالم العربي يضحكون علينا والحقيقة أن الأيام ستخبرنا بذلك".

-الإعلامي الإسرائيلي رامي يتسهار: وصف الهجوم بـ"الصغير جدًا والركيك" وحول بيان الناطق باسم "جيش" الاحتلال، دانيال هغاري، حول الهجوم قال: إنه "إلى حد ما مليء بعناصر تمجيد زائف للذات، إلا أن لغة جسده (هغاري) تثبت أنه يفهم أنه كان مجرد استعراض"، وأن "الهدف الوحيد من هذا الإجراء كان سياسيًا: الإظهار لناخبي نتنياهو أننا فعلنا شيئًا، وهذا هو كل شيء".

تقييم:

1-لم تتخطّ الضربة المتوقّع بل كانت ضمن السيناريوهات المحدّدة لطبيعة الرّد، وبالتالي لم يعكس الهجوم حجم التصريحات التصعيدية من قبل قادة العدو.

2-عبّرت الضربة عن حجم الرّدع الذي استطاعت إيران تحقيقه والنجاح فيه نتيجة عملية "الوعد الصادق 2".

3-شكّل الرّد خيبة للداخل الاسرائيلي والكتل السياسية، وسارعت المعارضة لاستغلال الحدث من أجل إعادة التصويب على نتنياهو واتهامه برسم السياسات وفق أهوائه ومصالحه.

4-الرّد كان دون المستوى المتوقّع، وهو يحمل احتمالين:

أ‌-الرّد مصمم في جوهره ليكون ردًّا تستوعبه إيران، دون الإنجرار لمعركة شاملة.

ب‌-لا يمنع من أن يكون الهجوم تمهيدًا لهجمات لاحقة يعمد العدو لمباغتة إيران من خلالها وإيلامها بعد هذه المناورة التي قام بها فجر اليوم، والتي رصد من خلالها حالة وحجم الجهوزية عند الإيرانيين، وهذا يدفع للحذر والحفاظ على الجهوزية والاستعداد في الأيام المقبلة.

5-الضربة لم تستطع تحقيق أي هدف استراتيجي للكيان في هذه المرحلة.

6-الرّد ضعيف وهو لغايات سياسية، هدفها الإظهار لناخبي نتنياهو "أنّنا فعلنا شيئًا".





روزنامة المحور