السبت 31 أيار , 2025 01:43

الدفاعات الجوية اليمنية ستجعل فخر الطائرات الإسرائيلية مصدرا للسخرية

رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن المشير الركن مهدي المشاط

توعّد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، المشير الركن مهدي المشاط، طائرات الكيان المؤقت التي تستخدم في العدوان على اليمن، بأنها ستصبح "مصدراً للسخرية". وأكّد الرئيس المشاط، في تصريح لوكالة "سبأ"، بأن القوات المسلحة اليمنية ستتمكن من "التعامل مع الطائرات الصهيونية المعادية بدون أي ضرر في الملاحة الجوية والبحرية". مبشّراً بأنه "سيأتيكم قريباً إن شاء الله أخبارًا سارة عن طائرات العدو الصهيوني المستخدمة في العدوان على بلدنا، وقواتنا المسلحة ممثلة بدفاعاتنا الجوية ستجعل فخر طائرات العدو الصهيوني في الأيام القادمة مصدرًا للسخرية". ومحذراً بأنه "لسلامة الملاحة الجوية والبحرية في مناطق عمليات قواتنا المسلحة، وجهنا بتحديد مسارات العدو الصهيوني للاعتداء على بلدنا كمناطق خطرة لجميع الشركات".

وكان المشاط قد حذّر قبلها، من وصفهم بـ "قطعان الصهاينة" بأن "الملاجئ لن تكون ملاذاً آمناً لهم"، وأن بمقدور الدفاعات الجوية لليمن "التعامل مع طائرات الـ إف 35"، لافتاً إلى أنّ "الذي كان يمنعها هو اختباء الطائرة بالقرب من الطيران المدني".

هذا الوعد والتهديد الواضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي، يظهر فشل إسرائيل في هدفها بمنع اليمن من مساندة الشعب الفلسطيني أولاً، ويؤكّد بأن القوات المسلحة اليمنية كما استطاعت إذلال أمريكا وإجبار الأخيرة على ترك إسرائيل وحدها بمواجهة الصواريخ الفرط صوتية اليمنية، ستستطيع إجتراح معادلات عقاب وردع للطائرات الحربية الإسرائيلية ثانياً، وهو ما سيكون فعلاً "مصدراً للسخرية".

فلطالما كان سلاح الجو وقدرات طائراته الحربية، هو مصدر فخر الإسرائيليين منذ عقود، بأنهم قادرين على ضرب الأهداف التي يريدونها في عمق المنطقة، دون أن "يجرؤ" أحد على مواجهتها حتى دفاعياً. لكن اليمنيين في هذا الجانب، استطاعوا مواجهة الطائرات الأمريكية الحربية المأهولة وغير المأهولة، التي هي نفسها التي تمتلكها إسرائيل بل وأحدث منها، وبالتالي يجب على الجميع انتظار تحقّق هذا الوعد بشكل محسوم.

بعض قدرات الدفاع الجوي اليمني

تعتمد القوات المسلحة اليمنية في إطار مواجهتها للاعتداءات الأمريكية وحالياً الإسرائيلية، أسلوب الحرب غير المتماثلة، عبر تكييف ما تمتلكه من أنظمة دفاع جوي سوفيتية، والدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران، وابتكار الكوادر والقادة اليمنيين في ساحة المعركة لصناعات عسكرية محلية (الذي بات علامة مميزة وفريدة من نوعها فاجأت كل الأعداء وحتى الأصدقاء). والنتيجة هي امتلاك اليمن قدرة دفاع جوي محلية متطورة ومتنامية، بعد دمجها مع عناصر الاستخبارات والإنذار المبكر، ستشكل - في ظل ظروف تكتيكية محددة - تهديداً حقيقياً للطائرات الحربية الإسرائيلية.

وأبرز هذه القدرات:

_صاروخا برق-1 وبرق-2، اللذان تم الكشف عنهما لأول مرّة في أيلول / سبتمبر 2023:

فصاروخ برق-1 يستطيع إصابة هدف على مدى حوالي 50 كم وارتفاع 15 كم، بينما يستطيع برق-2 إصابة هدف على مدى حوالي 70 كم وارتفاع 20 كم.

برق 1

برق 2

_ صواريخ "غادفلاي 2 – سام 11":

وهي صواريخ أرض-جو محمولة، وقد كشف رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأميركية جيفري كروس، في جلسة استماع عقدت في الكونغرس الأميركي في آذار / مارس 2025، عن استخدام اليمن لهذه الصواريخ ضد الطائرات الأميركية.

_ صاروخ معراج - المطوّر من صاروخ بدر 1-P - باليستي أرض – جو، والذي يعمل بالوقود الصلب، وبنظامي توجيه: حراري وراداري. ويتميز صاروخ معراج بدقته العالية في إصابة الأهداف الجوية، وبقدرته العالية على المناورة وعدم تأثره بالتشويش الحراري أو الراداري.

صاروخ معراج

_صواريخ صياد الإيرانية الصنع أو نموذج يمني الصنع لها: وهي شبيهة بالصاروخ الأمريكيSM-1  ومُعدّلة للتكامل مع الآليات المتنقلة. ويُمكن لصاروخ صياد-2C  والأنواع المماثلة له استهداف الطائرات عالية السرعة وعالية الارتفاع إذا تم توجيهها بواسطة رادار مناسب.

وفي العام 2018، زعمت السلطات الأمريكية والسعودية أنها استطاعت إيقاف سفن تقوم بنقل مكونات صواريخ أرض-جو إيرانية من طراز صياد - 2 سي أثناء توجهها إلى اليمن. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل واضح على وجود هذه الصواريخ في خدمة قوات حكومة صنعاء.

_ منظومة صادق للكشف والتعقب للهدف من مسافة 40 كم، ومنظومة حيدر للكشف والتعقب عن الهدف من مسافة 50 كم، ومنظومة رادار بي 19 الروسية الصنعـ التي تستطيع كشف الأهداف على مدى أكثر من 200 كم.

بعض الرادارات التي تملكها القوات المسلحة اليمنية

كما يُعتقد بأن اليمنيين لديهم "جهاز استقبال الرادار الافتراضي - ADS-B receiver"، الذي يمتلك القدرة على استقبال إشارات "إيه دي إس-بي"، ويعمل على جمع المعلومات عن الطائرات وأنشطتها دون أن يصدر إشارات أو يشارك باتصال مباشر مع الطائرة. ويعطي هذا النوع من الرادار الدفاع الجوي اليمني قدرا من التخفي أثناء رصد أهداف تقع في نطاق دائرة قطرها 500 كيلومتر، ويمكنهم من مباغتة الأهداف الجوية.

_أظهرت القوات المسلحة اليمنية براعة في تكييف ودمج مكونات منظومات مختلفة. باستخدام تقنيات تجارية جاهزة، وقطع رادارات، وأنظمة استهداف صاروخية مُعاد تصميمها. فابتكروا نسخا محلية من أنظمة الدفاع الجوي الموجهة بالرادار والأشعة تحت الحمراء، مثل:

1)أنظمة قدس الموجهة بالرادار: يرجّح بعض الخبراء بأنها نتيجة دمج تقنية التوجيه الإيرانية مع منصات إطلاق معدلة من الحقبة السوفيتية.

2)أنظمة التصوير الحراري والتتبع السلبي: توفر هذه الأنظمة السلبية، خاصةً للطائرات المسيرة التي تحلق على ارتفاع منخفض أو الطائرات التي تصدر بصمات الأشعة تحت الحمراء، مقاومة للتشويش على الرادار والتخفي.

أهمية الجمع بين القدرات

يمكن أن يؤدي استخدام القوات المسلحة اليمنية لأنظمة الرادار المتداخلة، أي تلك التجارية والعسكرية والالكترونية، إلى توفير شبكة رادار ورصد، يمكنها تحييد مزايا التخفي جزئيا. فالتتبع الكهروضوئي مثلاً، يستطيع تحديد محركات الطائرات، وخاصةً في البيئات الرطبة أو الحارة مثل منطقة البحر الأحمر.

كما يُمكّن لليمنيين نشر صواريخ أرض-جو متوسطة المدى في المناطق الجبلية ونصب ما يُعرف بـ"مصائد صواريخ أرض-جو". فبمجرد دخول طائرة منطقة حظر جوي محددة، يُشغّل الرادار لفترة وجيزة فقط لتوفير بيانات الاستهداف، ثم يُطفأ فورًا لتجنب الهجوم المضاد. ويُعدّ أسلوب "إطلاق النار والهروب" هذا فعالًا حتى مع الأنظمة القديمة عند دمجه مع أنظمة استهداف مُحسّنة.

وإذا اتبعت الطائرات الإسرائيلية أنماط طيران منتظمة، يُمكن للقوات اليمنية التنبؤ بالكمائن وإعدادها وفقًا لذلك. ويُمكن لـ"أطراف صديقة" لليمن، تحديد التوقيت الدقيق لتفعيل الرادار أو إطلاق الصواريخ.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور