تقع مدينة رعنانا شمالي تل أبيب، في قلب منطقة السهل الساحلي الأوسط، وهي قريبة من مدينة هرتسليا ومطار بن غوريون، وتبعد نحو 20 كم عن تل أبيب. تُعد رعنانا من المدن الهادئة نسبياً، وتضمّ أحياء سكنية راقية تُعرف بضمها للصهاينة المهاجرين، خصوصاً من الولايات المتحدة وأوروبا.
الطابع السكاني والخدمات
يقدَّر عدد مستوطنيها بنحو 80 ألف نسمة، بحسب بيانات مكتب الإحصاء المركزي لعام 2023. وتُصنّف المدينة من ضمن المناطق الصناعية الغنية في كيان الاحتلال، حيث تضم مدارس ذات تصنيف مرتفع، ومراكز تكنولوجيا متقدمة، ومراكز طبية، أبرزها مستشفى مئير القريب من المدينة.
كما تُعتبر مقراً لعدد من شركات التقنية الفائقة (الهاي-تك)، مثل فروع شركات "مايكروسوفت" و"أوراكل".
الأهمية الأمنية
تحتوي المنطقة على مراكز أمنية واستخبارية صغيرة غير معلنة بشكل رسمي. كما تشير بعض التقارير إلى وجود شبكات اتصالات ومراقبة على مستوى متقدم فيها، وقد تكون ذات صلة بشبكات التجسس الإلكتروني. وبحسب البيان المشترك الذي صدر عن الشرطة الإسرائيلية والشاباك فإنه "بتوجيه من جهاز الأمن العام (الشاباك) ألقت الشرطة القبض على زوجين من سكان رعنانا (وسط إسرائيل) بشبهة التجسّس ضد دولة إسرائيل لصالح إيران".
الاستهداف الإيراني في حزيران/يونيو 2025
في سياق الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي-الأميركي على منشآت داخل إيران، تعرّضت مدينة رعنانا إلى استهداف بالصواريخ الدقيقة في 17 حزيران/ يونيو 2025، يُعتقد أنها من طراز كروز مطوّرة بقدرات فوق صوتية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وقد أكّدت "هيئة البث الإسرائيلية" آنذاك أن أحد الصواريخ سقط في الحي الشمالي من رعنانا، ما أدّى إلى تضرر عدد من المباني. كما تحدثت تقارير عن اندلاع حرائق وانقطاع في التيار الكهربائي، إضافة إلى إصابة أربعة مدنيين بجروح، أحدهم في حالة حرجة.
الخسائر والأثر الاستراتيجي
بحسب وسائل الإعلام العبرية سقط خلال استهداف رعنانا 5 إصابات كما حمل استهدافها رسائل سياسية وأمنية، إذ إنها مدينة تُعتبر من "الخطوط الخلفية" التي لطالما كانت بمنأى عن التصعيد. وقد مثّل هذا الاستهداف تجاوزاً للعمق الأمني الإسرائيلي، ورسّخ معادلة جديدة في الردع.
كما تسبب الاستهداف في حالة هلع واسعة بين السكان، ودفعت السلطات إلى إخلاء مؤسسات تعليمية ومرافق صحية بشكل مؤقت.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة -ضمن خطة دفاعية ذكية- عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
المصادر:
الكاتب: غرفة التحرير