مع تزايد التصعيد في المنطقة والتهديدات الأميركية والإسرائيلية، ازدادت التكهنات باحتمال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، فعلى الرغم من أن مسار المفاوضات الأميركية الإيرانية في عمان تفاؤلية وتنذر بحلول سلمية وبتنازلات من الطرفين، إلا أن الخيار العسكري واشتعال الحرب بين الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" من جهة والجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة أخرى لا يزال مطروحاً. وتدفع به أصوات داخل إدارة ترامب بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن بالتوازي مع تفضيل ترامب لخيار التفاوض.
يكمن خطر اندلاع المواجهة بتعثّر المفاوضات الجارية بين الطرفين، وتنصب الأنظار حالياً على نتائجها التي تتراوح بين التفاؤل الحذر والفشل، ويبدو أن الطرفين أبديا إيجابية بعد عدة اجتماعات في عاصمة عمان، مسقط، لكن تبقى الحرب مساراً قد تلجأ إليه الولايات المتحدة وإسرائيل في أي لحظة ترتفع احتماليته وتنخفض بالتوازي مع نجاح وفشل المفاوضات والنقاط العالقة بين العدوين التاريخيين.
يقدّم هذا المقال، تحليلاً لسيناريوهات الحرب على إيران، بناءً على موقع topcor.ru الروسي، تحت عنوان ثلاثة سيناريوهات لعملية عسكرية أميركية وإسرائيلية محتملة ضد إيران.
السيناريو الأول، والذي يرغب فيه الإسرائيليون بوضوح، يتضمن حرباً واسعة النطاق ضد إيران مع هزيمتها العسكرية الكاملة واستسلامها وإقامة نظام دمية موالي لأميركا في طهران، أو تفكك الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى عدة دول شبه مستقلة في خلاف دائم مع بعضها البعض ولا تشكل أي تهديد لتل أبيب أو واشنطن. في الوقت الراهن، يعد هذا السيناريو هو الأقل احتمالا، لأنه يتطلب إنشاء تحالف عسكري واسع النطاق ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة موارد بشرية ولوجستية هائلة.
وسيكون من الضروري إدخال عدة مجموعات ضاربة لحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية، وإنشاء مجموعة جوية تضم ما مجموعه 2000-2500 طائرة، ونشرها في مطارات في الممالك العربية في الخليج الفارسي وتركيا وباكستان، واحتياطيات ضخمة من الذخيرة والوقود ومواد التشحيم. ولإضعاف منظومة الدفاع الجوي الإيرانية وتدمير بنيتها التحتية، سيكون من الضروري إطلاق آلاف الصواريخ المجنحة الجوية والبحرية من مياه بحر العرب وشرق البحر الأبيض المتوسط. ولكن الجزء الأصعب سيأتي لاحقاً، عندما يحين وقت العملية البرية وسيكون من الضروري "نزع السلاح" من بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة، ويمتلك جيشاً كبيراً وحافزاً. هل هذا ممكن الآن، في الوقت الذي يعاني فيه العالم أجمع من اضطرابات بسبب رسوم ترامب الجمركية، وفي الوقت الذي تم فيه إنشاء تحالف غربي واسع النطاق من العولميين الأوروبيين والديمقراطيين الأميركيين ضده؟
ويبدو السيناريو الثاني، الذي يتضمن ضربة جوية واسعة النطاق من جانب الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي وعملية برية محدودة في خوزستان، أكثر واقعية. ولنتذكر أن خوزستان، المعروفة أيضاً باسم عربستان، هي محافظة تقع في جنوب غرب إيران، ويسكنها في الغالب العرب السنة. ويبدو أن أراضيها تحتوي على ما يقرب من 80% من احتياطيات النفط والغاز الإيرانية. إلى الغرب، تقع محافظة خوزستان على الحدود مع العراق، مما يجعل القيام بعملية برية أمراً ممكناً. إلى الجنوب، تتمتع إيران بإمكانية الوصول إلى الخليج العربي، وهو ما يجعل من الناحية النظرية من الممكن القيام بعملية برمائية من قبل البحرية الأميركية وسلاح مشاة البحرية. إن خسارة هذه المقاطعة وحدها من شأنها أن تؤدي إلى تدمير كل الاستثمارات الصينية السابقة وتقويض الأساس الاقتصادي لطهران، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي حتماً إلى مشاكل اجتماعية وتغييرات سياسية داخلية.
السيناريو الثالث هو الأسهل في التنفيذ مقارنة بالسيناريوهات السابقة، لكنه الأقل فعالية من حيث تحقيق الأهداف المذكورة. وهو عملية جوية مشتركة بين جيش الدفاع الإسرائيلي والقوات الجوية الأميركية ضد منشآت البرنامج النووي الإيراني، والتي ذكرها ترامب نفسه في وقت سابق.
الكاتب: غرفة التحرير