الأربعاء 04 حزيران , 2025 04:31

داعش يهاجم الشرع الجولاني بالحبر والنار

تنظيم داعش في سوريا

رغم العاصفة السياسية التي أثارها لقاء رئيس النظام السوري المؤقت أحمد الشرع الجولاني، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منتصف شهر أيار / مايو الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، وما سبقه وتبعه من فك لحصار أمريكي طويل فُرض على الشعب السوري لعقود. إلا أن سياسات الشرع الجولاني الجديدة تجاه أمريكا وتجاه تطبيع العلاقات مع الكيان المؤقت – أو حتى الأحقاد القديمة عليه من تنظيم القاعدة أو من تنظيم داعش الوهابي الإرهابي – ستؤدي الى عودة العمليات الإرهابية ضده وضد الشعب السوري، وهذا ما بدأت بوادره منذ أسابيع، بالحبر والنار.

فبعد يومين فقط من لقائه بترامب، هاجم تنظيم "داعش" الجولاني في افتتاحية عدد جديد من صحيفة التنظيم الأسبوعية "النبأ"، بمقال حمل عنوان "على عتبة ترامب"، متهماً إياه بـ"التفريط بالشريعة" مقابل الدعم الأميركي، وواصفاً لقاءه ترامب بـ"الانحدار". ودعا داعش في نفس المقال المسلحين الأجانب للالتحاق بـ"سرايا تنتشر بينكم في الأرياف والأطراف"، قائلاً لهم: "لا تجعلوا أنفسكم ورقة يحرقها الجولاني وسيلةً لنيل الرضا الدولي"، مضيفاً بأن "الجولاني بدأ مبكراً بصفقات خاسرة قبل وصوله إلى الحكم بسنوات، صحيح أنّها منحته الرئاسة لكنها سلبته دينه وشرفه". وبالنسبة لداعش فإن صراعه مع الجولاني أعمق بكثير من خلاف على السياسات بحيث وصفه المقال بأنه خلاف "لا يتوقف عند التكتيك السياسي، بل هو صراع بين التوحيد والشرك، والإسلام والديمقراطية، ومن سيدهم محمد ومن سيدهم ترامب"، كما وصف المقال الجولاني بأنه "استبدل ملة ابراهيم باتفاقيات أبراهام".

داعش ينفّذ أولى الهجمات ضد الجولاني ونظامه

ولم يتأخر الأمر طويلاً، حتى نفذ داعش هجومين ضد قوات نظام الجولاني وأعلن مسؤوليته عنهما، في 31/05/2025. وقد حصل هذان الهجومان في منطقة تلول الصفا الصحراوية النائية بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، وأعلن التنظيم الإرهابي أنه قتل وأصاب 7 عناصر من "النظام السوري المرتد" بعبوة ناسفة تم تفجيرها على طريق جنوب سوريا.

واعترف النظام الجديد بوجود تهديدات من قبل داعش، حيث قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الانتقالية نور الدين البابا، بأن نشاط داعش تزايد بعد سقوط النظام (الرئيس بشار الأسد)، لأنه حصل على بعض الأسلحة من مخلفات النظام، كما أشار البابا إلى أن خلايا التنظيم حاولت التسلل إلى مواقع تابعة لوزارة الدفاع الانتقالية، مضيفاً بأن داعش "حاول ضم عناصر من فلول النظام السابق إلى صُفوفه".

"سرايا أنصار السنة" أيضاً

ولا يواجه الجولاني خطر داعش فقط، بل هناك أيضاً جماعات أخرى تهدّد نظامه، مثل تنظيم "سرايا أنصار السنة"، وهي جماعة إرهابية جديدة ظهرت مؤخرا في الساحة. ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن هذه الجماعة تعمل في قنوات سرية ولا تملك بنية تنظيمية واضحة، لكنها تروج لرسائل ضد الجولاني وتشمل الدعوة للانتقام، ونزع الشرعية عن نظامه، وتهدّد بتنفيذ عمليات ضده.

وقد أعلن هذا التنظيم عن وجوده في شباط / فبراير الماضي، حين تبنى عملية تفجير في بلدة أرزة بمحافظة حماة، أسفرت عن مقتل أكثر من 10 مدنيين. وبحسب مصادر إعلامية، فإن أفراد التنظيم مسؤولون أيضاً، عن اغتيالات موجهة ضد مدنيين علويين، بزعم أنهم من "الشبيحة" ولم يُعاقبوا كما يجب. ومن أبرز الأسماء المرتبطة بالتنظيم: أبو عائشة الشامي، وأبو الفتح الشامي، ويُعتقد أنهما كانا سابقاً من أعضاء "حراس الدين"، وهو فصيل مرتبط بتنظيم القاعدة.

وقد نشر أبو الفتح الشامي بيان له على قناة التنظيم في تيليغرام، هاجم فيه الشرع الجولاني واصفًا إياه بالكافر والخائن، داعياً إلى اعتباره عدواً عقائدياً لا سياسياً فقط.

وفي سياق متصلً هناك انتقادات كثيرة للشرع من الداخل والخارج، ومن بين أبرز المنتقدين لتحركات الشرع الجولاني، يبرز اسم أبو قتادة الأنصاري – القيادي السابق في تنظيم "حراس الدين" – الذي صنف نظام الشرع الجولاني بأنه "كافر". كما نشر أبو محمد المقدسي رسالة شديدة اللهجة ضد الشرع.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور