الإثنين 14 تموز , 2025 04:29

تهديدات جدية للعراق من قبل الكيان المؤقت وداعش

برج مراقبة عسكري عراقي على الحدود مع سوريا

يواجه العراق العديد من التحديات الحساسة، أخطرها ما هو قادم من الكيان المؤقت، وذلك بسبب دوره المقاوم المحوري السابق والحالي والمستقبلي. فالعراق بما يتميز به من موقع جغرافي ودور في المنطقة، يشكّل قاعدةً لأي تغييرات قد تريد تحقيقها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفها إسرائيل وباقي الدول التابعة لها.

وفي هذا الإطار جاءت خطبة إمام جمعة النجف الأشرف السيد صدر الدين القبانجي، الذي حذّر من "مخطط إسرائيلي لتصفية قادة الإطار التنسيقي وإعلان حكومة الإنقاذ الوطني في العراق". مشيراً إلى أن "هناك بعض المؤشرات وتسريب أسرار من جهات عليا تقول إن هناك مخططاً إسرائيـلياً هدفه أولاً: تصفية جميع قادة الإطار التنسيقي، والخطوة الثانية: إعلان حكومة الإنقاذ الوطني". ومضيفاًُ بأن "هذا الكلام ليس خيالياً، وإنما هنالك مؤشرات، وتجربة إيران أمامنا بما فعلته "إسرائيل"، والتي أرادت فيها القضاء على الحكم في إيران بتصفية القيادة أولاً ثم ملء الفراغ السياسي والحكومي بطريقة أخرى". مشدّداً على اعتقاده "بأن كل هذه التجارب فاشلة، ومثال ذلك عندما بدأ الرد العكسي في إيران بعد تصفية قادتها وتغيرت المعادلة وبدأت تُضرب الصواريخ على كيان "إسرائـيل"، فليعتبر الإسرائيليون"، ومؤكّداً "نحن لدينا الثقة بالله ونصر من عنده، وشعبنا لديه حب الحسين، والله لن يتركنا".

وعليه فإن الكيان المؤقت، الذي يرى في العراق ساحة لا تقلّ خطراً عن باقي جبهات محور المقاومة، بل تتميز بصفات وخصائص عديدة، فإن استهدافه مستقبلاً بأي وسيلة سواء عسكرية مباشرة، أم أمنية وسياسية واقتصادية، يتيح للإسرائيليين تحييد هذه الجبهة عن المشاركة في أي صراع مستقبلي للمحور (تجديد العدوان على لبنان أو حتى على إيران). مع الإشارة الى أن فصائل المقاومة العراقية تمتلك من القدرات ما يوازي قدرات حزب الله والقوات المسلحة اليمنية، بالصواريخ والمسيرات، كماً ونوعاً. كما أن مجاورة العراق لسوريا، يشكّل عامل قلق كبير للكيان – وحتى لسلطة الأمر الواقع الجديدة في سوريا - من حصول خطوات برية.

ويشار هنا الى ما بات معلوماً بأنه بالتزامن مع حصول العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، تلقت الحكومة العراقية رسائل تهديد إسرائيلية وأمريكية، عبر أذربيجان وقنوات أخرى، بأن إسرائيل ستنفذ ضربات "قاسية ومؤلمة" رداً على أي هجمات تستهدف الكيان انطلاقاً من الأراضي العراقية. وحملت الرسائل السلطات العراقية المسؤولية عن أي هجمات تنطلق من أراضيها.

داعش تهديد متجدّد

وفي سياق متّصل، لا يزال تنظيم داعش الوهابي الإرهابي يشكّل خطراً جدياً على أمن واستقرار العراق، انطلاقاً من نشاطه المتصاعد في هذه الفترة في سوريا. فهذا التنظيم - الذي لطالما كان نشاطه هو تجسيد للمصالح الأمريكية في المنطقة – سيُستخدم حتماً في أي توجّه لضرب استقرار العراق وإشعال التوترات فيه، والاستفادة من الهزيمة التاريخية التي لحقت بهذا التنظيم على يد الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية كعامل تحريضي.

وقد أشارت بعض المصادر في سوريا، إلى أن هناك محاولات لداعش لإعادة تنظيم صفوفه للسيطرة على مناطق جديدة بسوريا، مشيرةً إلى أن واشنطن تستخدمه كوسيلة للضغط على الدول المتمردة، وأنها تحتفظ بعناصر وقيادات من هذا التنظيم في سجون تابعة لها لاستخدامها عند الحاجة، مضيفةً بأن التنظيم يحاول حالياً إعادة بناء نفسه لتهديد قوى المقاومة في المنطقة.

وما يعزّز المخاوف حول قرار تفعيل تنظيم داعش، هو حديث رئيس السلطة الانتقالية في دمشق أحمد الشرع الجولاني، عن انشقاق بعض الجماعات عنه وعن تلقيه تهديدات من قبل داعش أيضاً، واتهام الأخير بالمسؤولية عن العديد من الجرائم والمجازر وآخرها تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، وبالتالي التنصّل من أي حوادث تحصل باتجاه العراق أو لبنان أو حتى داخل سوريا (ضد المكونات السورية الطائفية والمذهبية الأخرى).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور