الثلاثاء 05 آب , 2025 12:34

بطاقة هدف: مدينة كريات جات الصناعية والعسكرية

مستوطنة كريات جات جنوب تل أبيب

مدينة كريات جات تقع جنوب مدينة تل أبيب، وتبعد نحو 25 كم عن قطاع غزة، وتُعد من المدن الصناعية والعسكرية الإسرائيلية ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث تحتضن منشآت صناعية متقدمة، بينها مصانع تكنولوجيا عالية (هاي تيك)، ومنشآت لصناعة المعالجات الدقيقة، ومواقع لوجستية تابعة للجيش الإسرائيلي.

تتموضع فيها مصانع شركة إنتل الأميركية، ومنشآت صناعات عسكرية متوسطة الحجم، إضافة إلى قواعد غير معلنة ترتبط بمنظومة التجميع والتدريب الخاصة بالاحتياط.

 أهميته

تشكل كريات جات محورًا مزدوج الوظيفة في المنظومة الإسرائيلية:

-اقتصاديًا: نظرًا لاحتوائها على أحد أكبر مصانع أشباه الموصلات في العالم (مصنع إنتل).

-عسكريًا: كحلقة وصل استراتيجية بين الجنوب وغلاف غزة من جهة، وتل أبيب ومناطق الوسط من جهة أخرى.

ويُعتبر استهداف المدينة، بما تحمله من رمزية صناعية، بمثابة تهديد مباشر لاقتصاد التكنولوجيا الإسرائيلية، وكذلك لخطوط الإمداد والتدريب العسكري.

 الوظيفة

تؤدي المدينة عددًا من الوظائف المتداخلة، منها:

-استضافة مصانع حساسة في مجال الإلكترونيات والدقة العالية.

-دعم شبكات الجيش اللوجستية عبر نقاط توزيع وتحزين.

-استقبال المجندين ضمن منظومة الاحتياط، وتدريبهم في مراكز متفرقة.

-تشكيل نقطة استراتيجية ضمن خط الدفاع الجنوبي-الوسطي.

الأجهزة والمنشآت

تشير التقارير إلى أن المنطقة المستهدفة تشمل:

-منشآت صناعية متقدمة، منها خطوط إنتاج الرقائق الدقيقة.

-منشآت تابعة لسلاح الجو والاحتياط، منها مخازن معدّات متنقلة.

 -أنظمة مراقبة جوية وأرضية لحماية المصانع والبنية التحتية.

وتشير بعض التقديرات إلى وجود منشآت أبحاث تتعلق بأنظمة الطائرات المسيّرة والأسلحة الدقيقة.

الحجم والمساحة

تبلغ مساحة المدينة الصناعية في كريات جات ما يفوق 2,000 دونم، وتضم مجمّعات متصلة بالبنية التحتية للطاقة والمياه والاتصالات، وهي محمية بأنظمة إنذار مبكر، وبنية تحتية للطوارئ.

 الاستهداف وتاريخه وتأثيره

استُهدفت كريات جات في الموجة العاشرة من عملية الوعد الصادق ٣، بصواريخ باليستية قصيرة المدى ذات دقة عالية، أُطلقت من الأراضي الإيرانية. وقد سقطت الصواريخ على أطراف المنطقة الصناعية، وأفادت مصادر فلسطينية بتوثيق انفجارات في المصنع والمناطق المجاورة. وقد رُصد تأخر طيران الاحتلال في الرد الجوي، ما يشير إلى عنصر المباغتة في الضربة.

 التأثير والدمار

رغم الرقابة العسكرية الإسرائيلية على تفاصيل الأضرار، إلا أن مصادر إعلامية عبريّة غير رسمية تحدثت عن:

-أضرار في أحد منشآت إنتل وتأخير إنتاجي مؤقت.

-تعليق العمل في المنطقة الصناعية لمدة 24 ساعة.

-نقل قوات احتياط من القواعد الصغيرة إلى مواقع خلفية أكثر أمنًا.

وتداول ناشطون مقاطع تُظهر تصاعد دخان أسود من موقع يُعتقد أنه تابع لمنشأة صناعية قرب المدينة.

القيمة الاستراتيجية

الضربة حملت أبعادًا تتجاوز التدمير المباشر، أبرزها:

-المساس بثقة شركات التكنولوجيا العالمية في قدرة "إسرائيل" على حماية استثماراتها.

-إثبات إمكانية استهداف العمق الصناعي وليس فقط العسكري.

-إرباك منظومة الربط الجوي والتدريبي بين جبهات القتال ومراكز الإمداد.

-تعزيز الردع الإيراني عبر ضرب هدف استثماري أميركي داخل "إسرائيل".

كلفة الخسائر المحتملة

-توقف خطوط إنتاج قدّرت تكلفته بعشرات ملايين الدولارات.

-خسائر غير مباشرة في سمعة البيئة الاستثمارية الإسرائيلية.

-نفقات طارئة في تعزيز الحماية للمواقع الصناعية الأخرى مثل "موديعين" و"رحوفوت".

-خسائر لوجستية نتيجة تعطل بعض مراكز التوزيع العسكرية.

الترميم والوقت

قدّرت وسائل إعلام عبرية أن إعادة تشغيل خطوط الإنتاج استغرقت من يومين إلى أسبوع، فيما استمرت الإجراءات الأمنية المشددة لعدة أيام خشية تكرار الاستهداف.

تصريحات المسؤولين

إيران: قال المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية إن الضربات "دكّت أهدافًا استراتيجية داخل عمق الكيان، منها منشآت تموّن جيش العدو، وتخدم بنيته الصناعية العدوانية".

الكيان الإسرائيلي: اكتفى الإعلام الرسمي بالحديث عن "حادث أمني" جنوبي تل أبيب، دون توضيحات. في حين تحدّثت قنوات عبرية عن "نشاط صاروخي معادٍ" أتى من خارج غزة، وهي صيغة تُستخدم للإشارة إلى إيران أو اليمن.

 خاتمة
لم تكن ضربة كريات جات مجرد رسالة، بل هجومًا موجهًا نحو رمز من رموز القوة الاقتصادية والتكنولوجية للكيان. فقد أظهرت قدرة إيران على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية وضرب العمق الاقتصادي، ما يعكس تغير قواعد الاشتباك، حيث باتت مراكز "الهاي تيك" في مرمى النيران، وليس فقط الثكنات والجبهات.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور