الإثنين 07 نيسان , 2025 03:56

بلبلة في الصحف الأجنبية.. إيران نحو امتلاك القنبلة النووية!؟

الصحف الأجنبية وعلمي إيران والولايات المتحدة

أثارت تصريحات ترامب والمسؤولين الأمريكيين المُهددة لبرنامج إيران النووي بلبلة كبيرة على الصعيد الدولي ما جعل هذه التصريحات وما تلاها من ردود صادرة عن المسؤولين الإيرانيين أبرزها من مستشار السيد علي الخامنئي "علي لاريجاني" الذي أشار إلى أن استهداف المنشآت قد يدفع إيران إلى امتلاك قنبلة نووية، على رأس أولويات الصحافة العالمية وخاصةً الغربية، لما يمثله هذا التصعيد من تهديد للمصالح الدولية حال اندلاع مواجهة مباشرة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

وكما كان للتصريحات الإيرانية والأمريكية حصة كبيرة من التداول الواسع لدى الكثير من الصحف والمواقع العالمية إلا أن المقالات والتحليلات التي صنّفت وشرحت مدلولات هذه التصريحات كان لها جزء هام من المتابعة العالمية.

فتحت عنوان "حاملتا طائرات في الشرق الأوسط: التداعيات على الحوثيين وإيران وجاهزية القوات الأمريكية، كتبت إيليزابيث دانت مقالاً يتحدث عن التغييرات في التي يجريها الجيش الأمريكي في المنطقة لناحية الحضور العسكري وقالت:

"كما هو الحال مع أي تعديل للوضع العسكري، فإن الاحتفاظ بحاملتي طائرات في الشرق الأوسط له عيوبه ومزاياه. تضم كل من مجموعتي ترومان وفينسون الضاربتين حاملة طائرات رئيسية، وجناحاً جوياً لحاملة طائرات يضم عدة أسراب، وسرباً من المدمرات، وطراداً صاروخياً موجهاً. ستوفر هذه المجموعات معاً مجموعة من القدرات الهائلة لمواصلة حملة الحوثيين وردع إيران، بما في ذلك القوة النارية اللازمة للضربات بعيدة وقصيرة المدى، والاستخبارات والمراقبة، وأنظمة الدفاع ضد الهجمات الجوية والبحرية وتحت سطح البحر. تكتسب القوة النارية الإضافية أهمية خاصة لأن الولايات المتحدة تدخل الأسبوع الثالث مما وصفه المسؤولون بحملة "لا هوادة فيها" ستستمر حتى "يتعهد الحوثيون بالتوقف عن مهاجمة سفننا وتعريض حياة الأمريكيين للخطر".

كما نشر معهد الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) ورقةً تشمل آراء متخصصي المعهد في التصعيد الجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية وجاءت على ذكر التالي:

"يوضح الرئيس ترامب لطهران أن الحفاظ على برنامج نووي محدود لم يعد خياراً قابلاً للتطبيق. فإما أن تتفاوض إيران سلمياً على تفكيك البرنامج بالكامل وبشكلٍ مُتحقق ودائم، وتتمتع بتخفيف العقوبات، أو أن تُفككه الولايات المتحدة بالقوة، مُهددةً بذلك أصولاً اقتصادية وعسكرية رئيسية للنظام، وقبضته على السلطة".

وأضافت الدراسة "تمتلك القوات الجوية الأمريكية القدرة على تنفيذ عمليات قصف حاسمة حول العالم، بما في ذلك ضد البرنامج النووي الإيراني. سنرى خلال الأشهر القليلة المقبلة ما إذا كان النظام الإيراني سيأخذ تهديدات الرئيس ترامب على محمل الجد أم سينظر إلى الولايات المتحدة كقوة عظمى بلا أي تأثير. بدلاً من مجرد إرسال قاذفات بي-2 إلى دييغو غارسيا، ينبغي على الإدارة الأمريكية إجراء مناورات "جونيبر أوك 2025" الأمريكية-الإسرائيلية هذا العام في الشرق الأوسط، والتي تشمل قاذفات بي-2 أمريكية وطائرات تزويد بالوقود من طراز كي سي-46 تعمل مع طائرات إف-15 وإف-35 الأمريكية والإسرائيلية."

وفي سياق متصل، كتب "باتريك وينتور" في صحيفة غارديان البريطانية مقالاً عن تداعيات التهديدات التي أطلقها ترامب ضد إيران، مشيراً إلى أن زيارته للسعودية حسبما قال ستكون مصيرية تجاه هذا الأمر:

"يُعدّ الرفض الواسع في الخليج للهجوم الذي أوحى به الأمريكيون على المنشآت النووية الإيرانية عاملاً جديداً نسبياً في المعادلة، وتشير التقارير إلى أن خطة ترامب لزيارة المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له تعني أنه قد يسمع شخصياً معارضة شديدة لهجوم على إيران من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان".

وأضاف وينتور "لا تستند معارضة الخليج للهجوم على إيران إلى تقارب أيديولوجي وثيق مع إيران، بل إلى شعور بضرورة تجنب المنطقة لمزيد من عدم الاستقرار السياسي، ومع ضعف القيادة الإيرانية الحالية بالفعل، فإن تغيير النظام ليس أمراً مرحباً به".

ونشر معهد الحرب للدراسات تحديثاً أشار فيه إلى التالي:

"تواصل إيران تهديد الولايات المتحدة بالتدخل العسكري لثنيها عن توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، في ظل تهديدات أمريكية جديدة بضرب هذه المنشآت. صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 30 مارس/آذار بأنه "سيكون هناك قصف" إذا لم تُبرم إيران اتفاقًا نووياً جديداً. وأضاف ترامب أنه سيفرض رسوماً جمركية ثانوية على إيران إذا لم تُحرز أي تقدم نحو التوصل إلى اتفاق. وستفرض هذه الرسوم عقوبات على الدول التي تُتاجر مع إيران".

ختاماً، إن التداول الواسع لتهديدات ترامب والأخبار المرتبطة بالتحرك العسكري الأمريكي في المنطقة أي الحشد العسكري، جعل تلك التهديدات في خانة الموقف الحرج الذي يصعب التراجع عنه إلا في حال التعويض عن تنفيذ التهديد بتوجه آخر ذو مستوى مقارب.

وفي المقابل، قد تهدف التصريحات والتحركات الأمريكية بالدرجة الأولى لمحاولة ترهيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية لفرض الشروط عليها ودفعها نحو التفاوض والقبول بالإملاءات الأمريكية.

وتفيد التقارير الصحفية بأن هنالك تحريض واسع النطاق على الجمهورية الإسلامية التي باتت لديها نية تغيير عقيدتها النووية بفعل التهديد الدائم، ويمكن أن تقوم بتغييرها قبل أن توجه لها ضربة عسكرية. ويبدو بأن التصريحات الأمريكية، تريد إبقاء مستوى الهيمنة على المنطقة بمستوى مرتفع.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور