الخميس 19 حزيران , 2025 04:34

الموجة الـ 14 من عملية الوعد الصادق 3: لا أمان لإسرائيل

أمام مركز البورصة الإسرائيلية

أكّدت الموجة الـ 14 من عملية الوعد الصادق 3، التي شنتها القوة الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية ضد أهداف في فلسطين المحتلة، الخميس 19/06/2025، على أنها بالفعل حققت هيمنة صاروخية على الكيان المؤقت، بحيث لا يوجد أي نقطة آمنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فهذه الموجة الصاروخية التي استهدفت بشكل أساسي: مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العسكرية في بئر السبع، ومركز البورصة الإسرائيلية في تل أبيب. ووفقاً لبيان حرس الثورة الإسلامية وللتقارير الواردة، كان الهدف الرئيسي من الهجوم الصاروخي هو مقر القيادة والسيطرة والاستخبارات الكبرى لجيش الاحتلال الإسرائيلي (IDF C4I)، والمعسكر الاستخباري التابع للجيش داخل حديقة التكنولوجيا "غاف يام"، والذي يقع مقابل مستشفى سوروكا. وتضم هذه المراكز آلاف العناصر العسكرية، وتحتوي على أنظمة القيادة الرقمية، وعمليات الحرب السيبرانية، وأنظمة القيادة والسيطرة والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (C4ISR) التابعة للجيش الاحتلال. أما مركز البورصة الإسرائيلي، فهو المجمع الذي يقع في شارع أحوزات بيت 2 في تل أبيب، وهو الذي يضم بورصة الأوراق المالية العامة الوحيدة العاملة في الكيان.

وبما يخص مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العسكرية في بئر السبع، حاول الكيان بدءاً من رئيسه إسحاق هرتسوغ مروراً برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وباقي مسؤولي الكيان، الإيحاء بأن أحد المواقع المتأثرة بالموجة الصاروخية الإيرانية هو "مستشفى". إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية سرعان ما كشفت عن غير قصد أن هذا "المستشفى"، هو في الواقع مقر لتمركز عسكريي جيش الاحتلال. في حين أن الكيان المؤقت، سواء في عدوانه على في لبنان أو ضد إيران وقطاع غزة، لا ولم يتوانى عن سفك دماء المدنيين ومهاجمة المستشفيات والهلال الأحمر.

بيان حرس الثورة الإسلامية

وأكدت العلاقات العامة لحرس الثورة الإسلامية، في بيانها حول هذه الموجة الصاروخية الـ 14، أن "جسد الكيان الصهيوني المترنح لم يعد يمتلك القدرة على تحمّل الضربات الاقتصادية المتلاحقة". وبيّنت بأن تنفيذ الموجة الـ 14 كان عبر هجمات مركّبة باستخدام طائرات دون طيار انقضاضية وصواريخ استراتيجية عالية الدقة. وأوضح البيان بأن العملية استهدفت مركز القيادة والمعلومات للجيش الإسرائيلي الواقع قرب أحد المستشفيات، مشدداً على أن الهجوم نُفّذ بدقة عالية وبشكل نقطوي. مضيفاً بأن قدرات القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الاستخبارات والدقة الصاروخية باتت "ماثلة أمام أنظار العالم". لافتاً إلى أن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة تحوّلت إلى ثكنة عسكرية تعاني من الارتباك والذعر (وهذا ما يُثبت بأن الكيان يستخدم الأماكن ذات الطابع المدني دروعاً بشرية له). فالبيان كشف بأنه تم إخلاء جميع المراكز العسكرية، فيما عمد جيش الكيان إلى نشر منظوماته الصاروخية والدفاعية التي وصفها بأنها "عديمة الجدوى" داخل المناطق السكنية وتحت غطاء المرافق العامة.

وأكد البيان مجدداً ما سبق أن حذّر منه في بيانات سابقة، بأنه "لا توجد أي نقطة آمنة في أجواء الأراضي المحتلة"، ومضيفاً بأن "الجسد المتهالك للكيان الصهيوني لم يعد قادراً على تحمّل تبعات الضربات الاقتصادية".

خصائص هجمات الوعد الصادق 3

وتتميّز الهجمات الصاروخية لعملية الوعد الصادق بخصائص فريدة، أبرزها:

1)تنفيذ الهجمات بأوقات متنوعة، ليلاً ونهاراً وفي أوقات متغيرة، بما يمنع الإسرائيليين من الاستعداد أو استعادة القدرة على التصدي.

2)دمج عمليات الخداع والتضليل مع الهجمات الحقيقية، لإرباك منظومة الدفاع والاعتراض الجوي الإسرائيلي.

3)استخدام وسائل متعددة من قدرات القوة الجوفضائية، مثل المسيّرات والصواريخ وغيرها، لإرباك وسائط الدفاع الجوي الإسرائيلي.

4)النجاح الباهر في اختراق وتخطّي جميع أنظمة الدفاع الجوي الحديثة في العالم، الإسرائيلية والأمريكية وحتى الأوروبية (الذين لا يخفوا مشاركتهم في الدفاع عن الكيان)، من "SM3" و"ثاد" إلى "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" ومنظومة "حيتس"، إذ لم يعد يوجد نظام دفاعي قادر على ضمان أمن المستوطنين.

5)استخدام أنواع متنوعة من الصواريخ بشكل متناوب وغير متوقع بالنسبة لإسرائيل، وإجراء تجارب ميدانية لهذه الصواريخ ولتكتيكات الاطلاق (وهذا ما يدلّ على مرونة عالية ويعكس حال الارتياح والثقة لدى القيادة العسكرية في الجمهورية الإسلامية).

6)مهاجمة أهداف متنوعة ومفاجئة بالنسبة للكيان، من العسكرية والأمنية والتكنولوجية والاقتصادية والسياسية.

7)تغطية جغرافية شاملة للهجمات، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في فلسطين المحتلة.

8)امتلاك بنك أهداف واسع وشامل لمنشآت الكيان عسكرية، ولمصافي النفط والمرافق الحيوية الأخرى.

الأيام حبلى بالمفاجئات

وبالرغم من كل ما تقدم، فإن المسار الذي تنتهجه قيادة القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية، يدلّ على أنها كانت محضّرة مسبقاً لكل سيناريوهات التصعيد المحتملة، وأعدّت خططاً لا تحتاج سوى التفعيل، بنسق تصاعدي يخدم هدف صدّ العدوان ومعاقبة إسرائيل على كل جرائمها بشكل غير مألوف.

وإيران لم تكشف بعد عن عدة أجيال من صواريخها المتقدمة والمتطورة، واستراتيجية المفاجآت ما زالت قائمة، بدون أو حتى مع تدخّل الولايات المتحدة الأمريكية العسكري المباشر.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور