الإثنين 04 آب , 2025 03:13

تقصير الدولة: معركة أولي البأس وملف إعمار الجنوب

الدمار في جنوب لبنان

في لحظات الكوارث الوطنية، تُقاس هيبة الدولة بقدرتها على الحضور لا بالخطابات، وعلى الفعل لا بالوعود. تفتح هذه الدراسة ملف تقصير الدولة في التعامل مع آثار العدوان، وتسلّط الضوء على الفجوة بين الخطاب الرسمي والأداء العملي، بين منطق المؤسسات ومنطق المبادرات الذاتية، بين دولة تنتظر الخارج، ومقاومة تنزل إلى الأرض. في الجنوب، حيث كان يُفترض أن تبدأ الدولة أولًا، حضرت المقاومة أولًا... لا لأن هذا دورها الطبيعي، بل لأن الغائب الأكبر كان من يُفترض أن يكون المرجع والراعي والمسؤول.

تلخّص هذه الدراسة تحليلاً نقديًا لأداء الدولة اللبنانية بعد معركة أولي البأس عام 2024، التي شكّلت لحظة فاصلة في اختبار مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها في الجنوب. تكشف الدراسة أن الدولة غابت عن مشهد الإغاثة والإعمار، وتركت الأهالي يواجهون الدمار وحدهم، مكتفية بخطابات دبلوماسية ووعود معلّقة، في وقت كانت فيه المقاومة أول من نزل إلى الأرض، يُحصي الأضرار، ويبدأ بإعادة البناء.

تتناول الفصول فشل رئيس الجمهورية في إظهار القيادة، وتخاذل رئيس الحكومة عن إعلان خطة طوارئ، في مقابل موقف صلب وميداني لرئيس مجلس النواب نبيه بري. وتُبرز كيف تحوّلت الحكومة إلى جهة تُعطّل المبادرات بدل أن تُديرها، رافضةً حتى الهبات الإيرانية تحت ذرائع سياسية. أما الخطاب الرسمي، فحوّل الإعمار إلى ورقة ضغط مشروطة بنزع سلاح المقاومة.

ترصد الدراسة العقبات البنيوية داخل مؤسسات الدولة، وغياب التنسيق، وتهميش الجهات القادرة فعليًا على العمل. كما تُدين الصمت الدولي الذي تجاهل جرائم إسرائيل، وحمّل الضحية مسؤولية السعي لإعادة الإعمار وفق شروط المانحين.

وتُختَتم الدراسة بثلاثة سيناريوهات لمستقبل الجنوب: استمرار الازدواج بين الدولة والمقاومة، الخضوع الكامل للضغوط الخارجية، أو خيار التكامل الوطني السيادي، الذي يبدو حتى الآن مستبعدًا.

في المحصلة، تؤكّد الدراسة أن من يحمي ويبني هو من يصنع الدولة فعليًا، وأن المقاومة، رغم كل شيء، لا تزال تقوم بهذا الدور في ظل غياب السلطة.

لتحميل الدراسة من هنا


الكاتب: د. عبد الله بدوي




روزنامة المحور