شنّ جيش الاحتلال الاسرائيلي في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو عام 1993 حرباً واسعة على لبنان أطلق عليها اسم "تصفية الحسابات" استمرت 7 أيام، لذلك عرفت لدى المقاومة باسم "حرب الأيام السبعة". أدارها بشكل أساسي رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إسحاق رابين، وقائد أركان الجيش ايهود باراك وقائد الجبهة الشمالية اسحق موردخاي. وضع الاحتلال لهذه العملية جملة من الأهداف لكن واقع المقاومة غيّر من مسار الحرب وقلب موازين القوة.
الأسباب والأهداف
من أبرز الأسباب التي تذرّع بها الاحتلال لشنّ عدوانه على لبنان:
_ تنامي قوة وقدرة حزب الله العسكرية واستهدافه لمستوطنات شمال فلسطين المحتلّة، وقبل فترة من اندلاع الحرب قاد حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمليات ضد الاحتلال أدت إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين.
_ أصدر الكونغرس الاميركي مطلع شهر تموز/يوليو 1993 قراراً حمل الرقم 28 طالب بنزع سلاح حزب الله وانسحاب القوات السورية من لبنان. وحينها قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "يمكن اعتبار هذا الموقف هو بداية تغطية للعدوان الإسرائيلي".
_ كان حزب الله قد رفض المفاوضات اللبنانية ـ الاسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن عام 1991 المنطلقة على أساس "مؤتمر مدريد"والتي أرادت فرض شروط الاحتلال على الحكومات العربية.
الأهداف التي أراد أن يحققها من خلال هذا العدوان، تدمير ترسانة الصواريخ لحزب الله ووقف وصول صواريخ الى مستوطنات الشمال، كما منعه من استخدام جنوب لبنان كقاعدة لضرب الكيان الإسرائيلي. ومن ناحية أخرى أراد الاحتلال الضغط على الحكومة اللبنانية لاتخاذ مواقف ضد حزب الله، وتأليب القاعدة الشعبية اللبنانية ضده.
أحداث العدوان
اعتمد جيش الاحتلال بشكل رئيسي على سلاحه الجوي في هذا العدوان. وعمل من خلاله على تقطيع أوصال المناطق اللبنانية وعزلها عن بعضها البعض. ففصلت الجنوب عن العاصمة بيروت، وفصلت منطقة البقاع عن الغرب والشمال من خلال حزام ناري كثيف. كما طالت غارات الاحتلال القرى الجنوبية الحدودية الواقعة في خط التماس. وكثّف الجيش من القصف المدفعي على معظم المناطق الجنوبية والبقاع الغربي. ووسع من دائرة عملياته العسكرية وأطبق حصاراً بحرياً على لبنان من خلال إغلاق المرافئ. فيما ردّت المقاومة بقصف المستوطنات بصواريخ من نوع "الكاتيوشا" لردع الاحتلال على امعانه في استهداف المدنيين والتمادي في عدوانه.
النتائج: فشل أهداف الاحتلال
كل هذه الأعمال العسكرية لم تخدم الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه فقد استمر حزب الله بقصفه المستوطنات الشمالية وصمد في هذه الحرب، وبل ارتد العدوان بنتائج عكسية على الاحتلال، اذ فقد الجمهور اليهودي الثقة بالجيش في حماية المستوطنات وتراجعت الثقة أيضاً بالحكومة وبدأت الانتقادات الداخلية حول جدوى العدوان. كذلك خسر الكيان 26 جندياً.
خلص العدوان الى قرار بوقف إطلاق نار بعد أسبوع من بدايته أي في 31 من الشهر نفسه تفاوضت بشأنه الولايات المتحدة الأمريكية، وتم التوصّل الى "اتفاق" شفوي صدر من منظمة الأمن العالمي ومفاده أن يمتنع الكيان عن ضرب أهداف مدنية في لبنان مقابل وقف حزب الله لإطلاق الصواريخ نحو شمال الكيان.
الكاتب: غرفة التحرير