يعدّ مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، أحد مؤسسي الحزب، والذي عمل في صفوفه السياسية والعسكرية منذ الثمانينيات، ومثّل الحزب في المجلس النيابي ضمن كتلة الوفاء للمقاومة منذ التسعينيات، قبل أن يتسلّم مهامه الحالية كجهة أساسية للعلاقات بين الحزب والجهات العربية والدولية.
وفي هذا السياق جاء ردّ السيد الموسوي، على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس السلطة المؤقتة في سوريا، أحمد الشرع "الجولاني"، والتي قال فيها بأن "فرنسا تلعب دورًا أساسيًا في التعاون، وهذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد حزب الله".
وقد اعتبر السيد الموسوي – وهو الذي استقبل الكثير من سفراء ومسؤولي فرنسا خلال الأعوام السابقة - أن تصريحات ماكرون تندرج "مرة أخرى في سياق مواقف عدائية وصادمة، من دون مبرّر واضح، وبلا فهم حقيقي لأبعادها ومراميها، ما يثير الكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام". متسائلاً عن "من هي الجهات التي يشير إليها ماكرون بوصفها أطرافًا في هذا التعاون؟ وما هي المهام التي ينوي القيام بها؟ وهل هو فعلاً حريص على الاستقرار في سوريا ولبنان؟ أم أن حديثه لا يعدو كونه محاولة لاسترضاء بعض الدول الإقليمية وتوجيه رسائل سياسية على حساب الحقائق والمواقف المبدئية؟". مشيراً إلى "التقصير الفرنسي في أداء الدور المنوط بها كطرف ضامن لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني"، ومنتقدًا اكتفاء السلطات الفرنسية بـ"موقف المتفرج إزاء أكثر من 3 آلاف خرق واعتداء صهيوني منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي".
فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة السيد الموسوي؟
_ من مواليد حارة حريك 11/12/1962، أمّا مسقط رأسه فهي بلدة "النبي شيت" البقاعية.
_شقيقه هو الشهيد زيد جميل الموسوي الذي استشهد في 4 أيار / مايو عام 1988، وكان عمره في حينها 17 عاماً، أثناء المعارك بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في ميدون في البقاع الغربي. وقد كتب الشهيد زيد بدمه على الصخرة التي استشهد بالقرب منها بعد أن تصدى مع رفاقه للاجتياح الإسرائيلي: "سقطنا شهداء و لم نرکع؛ انظروا دماءنا و تابعوا الطریق".
_ درس العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية.
_ كان نائباً في مجلس النواب اللبناني ضمن "كتلة الوفاء للمقاومة" لدورتين متتاليتين من العام 1996 حتى العام 2005.
_يتولى حالياً مسؤولية العلاقات الدولية والعربية للحزب، وهو عضو المجلس السياسي فيه. فهو الذي يستقبل الوفود الدبلوماسية التابعة للدول الأجنبية والعربية، وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. كما يحضر في لقاءات قادة الحزب مع الشخصيات والوفود الخارجية. وهو الذي يعقد أغلب المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.
وقد أوضح الموسوي في إحدى المقابلات الصحفية أن التواصل بين حزب الله والعديد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا قائم، رغم تصنيف الإتحاد الأوروبي للجناح العسكري للحزب "كمنظمة إرهابية" (ويصرّ الموسوي دائماً على القول للدبلوماسيين بأن الحزب جسم واحد ولا تمييز بين جناح عسكري وآخر سياسي)، وذلك نظراً لمعرفتهم بان الحزب هو مكوّن أساسي على المستوى المحلي والاقليمي. وأشار إلى أن هناك حرص دائم لدى أكثرية ممثلي دول عربية وأجنبية على تجنّب الإعلان عن اللقاءات مع الحزب منعًا للحرج. وأن الكثير من هذه الدول تتعرّض للضغوط الأمريكية والاسرائيلية من أجل قطع أيّ شكل من أشكال التواصل مع حزب الله. مبيناً بأن هناك بعض الدول التي تقترح أنواعًا أخرى من التواصل الذي يحمل طبيعة أمنية في محاولة للقول إنهم لا يحاورون حزب الله، غير أن الحزب يرفض ذلك ويصّر على أن يكون التواصل على مستوى سياسي أو دبلوماسي.
_ كان من ضمن وفد حزب الله الذي زار روسيا في آذار / مارس 2021، وذلك تلبية لدعوة الخارجية الروسية. وشملت اللقاءات في حينه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين في الخارجية والمجلس الفدرالي ومجلس الدوما (البرلمان) ولقاءات سياسية اعلامية اخرى.
_ أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت في العام 2004، الى دور له في عملية المفاوضات غير المباشرة ما بين المقاومة والكيان المؤقت بوساطة ألمانية، من أجل ضفقة تبادل وتحرير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
_ بعد معركة أولي البأس، كان له العديد من المواقف المهمة، منها ما كان موجّهاً ضد بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي ظنّت بأن المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله قد انتهت أو في طور الانتهاء حيث قال: "بعض المخاتلين والأغبياء يراهنون على شطب المقاومة، وهذا ليس بجديد، فمنذ سنوات وعقود وهم يراهنون على هزيمة المقاومة. وبالتّالي فإنّنا نقول لهم، طالما فينا عرق ينبض، وطالما هناك أُم تُنجب، وطالما هناك أب حسيني، فإنّ المقاومة مستمرّة؛ ولا يتخايلن أو يحلُمن أحد أن يأتي زمن يكون فيه لبنان من دون مقاومة".
الكاتب: غرفة التحرير